مشكلة المياه في ولاية الخرطوم أضحت من الثوابت رغم تغيّر المواطنين لسيناريو المطالبات لتوفير مياه الشرب الذي ارتفع لأعلى سقفه من مظاهرات احتجاجيه إلى إغلاق الشوارع بشعارات اختلفت في عباراتها مثل (الشعب يريد موية شراب) و(الموية ولا البترول)، إلا أن تلك الشعارات وحدها مطلب (عاوزين موية) الذي لم يقتصر على مواطني منطقة الخرطوم وسط، بل أتى بمن هم في أصقاعها من الشمال يحملون غضبهم ليفجرونه احتجاجاً أمام مباني هيئة مياه ولاية الخرطوم أمس.. إنهم مواطنو منطقة الجزيرة اسلانج شرق، يحملون شعارات مكتوبة على لافتات بيضاء أقصت البترول من أولوية الطرح ووضعت محله (الموية). مشهد أول في شارع البلدية ومنذ الصباح الباكر، توافد العشرات من مواطني منطقة الجزيرة اسلانج.. وقف المتظاهرون في صورة سلمية مرددين شعار: (الموية ولا البترول).. إقتحمنا تلك الصفوف الغاضبة التي قطعت المسافة من أقصى شمال الولاية إلى وسطها لنستمع لمطلبهم. معاناة بلسانهم الذي لهج معاناة، قال المواطنون إنهم ظلوا لأكثر من (13) يوماً بلا إمداد مائي، فهم يجلبونها من النيل باستخدام (الدواب) ولا ينعمون بمياه شرب إلا بعد الساعة الحادية عشرة مساءً، وباستخدام الموتور. وقال أحدهم إن الكلية الحربية قدمت لهم مساعدة بجلب المياه عن طريق (التانكر) التابع لها ليشرب منه أهالي القرية. وعود انتخابية رغم شح المياه وانعدامها، أكّدَ المواطنون بأنها غير صالحة للشرب، فهي مالحة وسببت لهم أمراضاً كَثيرة بحسب قولهم، ولكنه وبرغم الإشكالات المذكورة يطالبون بتوفيرها خاصةً وأنهم يملكون المواشي وليس في مقدورهم شراء مياه لسقيها. وقال آخر إنه في فترة الانتخابات أكد لهم د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم أن المنطقة سيصلها إمداد المياه من محطة المنارة وظلوا ينتظرون حتى هذا اليوم فلا شئ تحقق! مشكلة متجذرة في بيان حمله مسؤول اللجنة الشعبية بالمنطقة جاء فيه أن مشكلة المياه بمنطقة الجزيرة اسلانج شرق متجذرة، فهي تعود للعام 2008م بسب تقاعس المسؤولين في هيئة المياه، وبرغم تصديق الوالي بتوصيل مياه المنارة بتاريخ 30/8/2009م عقب لقائه مواطني المنطقة، كذلك تم التصديق من وزير البنى التحتية بحفر بئر ذات إنتاجية عالية بتاريخ 12/6/2011م، ولكن كل هذا وبحسب البيان إستقر في (سلة) مدير الهيئة. قرار التلجين تفاقمت أزمة المواطنين عقب تلجين الهيئة للبئر المنشأة منذ العام 1960م بعد فشل عمليات الصيانة الثلاث، حينها أوصى مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم بحفر بئر جديدة، وفي مايو من العام الجاري تم التصديق من قِبل لجنة الصيف والطوارئ ببئر عادية ولكنه لم يتم حفرها بسب رفض شركات الحفر والمقاولين توقيع العقد مع الهيئة القومية للمياه، بحجة وجود مديونيات عليهم. مطلب أخير بعد أن تفاقمت المشكلة يوماً بعد يوم وتبقى لشهر رمضان أقل من (72) ساعة، والكل يدرك مدى حاجة الناس للمياه، قرّر المواطنون قطع المسافة وكسر حاجز الصمت أمام الهيئة بتلك التظاهرة السلمية لإيجاد حل، وقالوا: نعتقد أن مطلبنا شرعي، حيث أننا لم نطلب شيئَاً من الحكومة غير توفير المياه، مع العلم أن المنطقة يسكنها نحو ست آلاف أسرة، بجانب أن الشبكة بالمنطقة تخدم خمس قرى. الهيئة رغم حداثة عهده بكرسي الهيئة استطاع مواطنو الجزيرة اسلانج، إيصال صرختهم للمدير الذي بدوره وعد المواطنين بحل مؤقت للأزمة خلال الأيام العشرة المقبلة، بحفر بئر عادية بعمق (500) قدم تحت سطح الأرض وهي مصدقة وجاهزة والعمل جارٍ فيها، بجانب بئر محفورة في شمال الجزيرة بإنتاجية عالية لحل المشكلة. رسالة أخيرة بعد سماع المواطنين لوعد المدير، أكدوا بأنهم سينتظرون الموعد المضروب حسب إلتزام المدير، وإذا حدث لهم كما حدث بالسابق في عدم تنفيذ الوعود فإنهم بلا شك سيعيدون الكَرَّة