على الرغم من بشريات فصل الخريف التي بدأت تهل علينا، إلا أنه ما زالت هناك بعض المصارف بعدد من الأحياء السكنية داخل ولاية الخرطوم تملأها القاذورات والأوساخ، بجانب هذا فإن هناك بعض المنحدرات التي تعمل على تصريف المياه لانخفاضها في بعض الشوارع الرئيسية، بحيث لا تحتاج لعمل مصارف ولكن عدداً من المهندسين الشباب (فلاسفة)، قاموا بعمل مصارف في هذه الأماكن، حيث حجزت مياه الخريف الماضي أمام وداخل المنازل السكنية، بجانب وقوفها في الشوارع الرئيسية.. وخير مثال على هذا منطقة الخرطوم 3 جوار حديقة القرشي، وعلى الرغم من أهمية هذا الشارع، حيث تمر عبره المركبات العامة، إلا أن أهالي هذه المنطقة عانوا من مياه الخريف الماضي كثيراً.. (آخر لحظة) التقت بعدد من المختصين في هذا الجانب للحديث عن المعالجات التي تمت بهذا الصدد، ومتى ينتهي العمل في نظافة المصارف. بدءاً التقينا بالمهندس طارق محمد أحمد مدير التخطيط العمراني بمحلية الخرطوم، حيث ذكر مبرراً الخطأ الذي وقع بمنطقة الخرطوم 3 بقوله: كان هذا الشارع به ميلان، ولكن لا يوجد به مصرف.. وعند سفلتته ذهب الميلان وأصبح الشارع على مستوى واحد مما أعاق تصريف الماء، ولكن خلال اليومين القادمين سوف نعيد له وضعه الطبيعي، ذلك من خلال سحبه بآليات (قريدر). فيما ذكر العميد مختار محمود رئيس لجنة الخدمات بمجلس تشريعي محلية الخرطوم، عن تنظيف المصارف قائلاً: بالفعل هناك بعض المصارف لم يتم تنظيفها حتى الآن، ولكن العوائق في هذا الأمر ترجع الى عدة عوامل أهمها أن الحفر يسبق العربات التي ترفع المخلفات مما يجعل بعض الأتربة ترجع مرة أخرى الى المصرف، ولكن العمل لن يتوقف وهو مستمر حتى نصل الى كافة المصارف، خاصة وأن هناك 5% فقط من المصارف لم نصل اليها ومن المتوقع أن يكون العمل قد اكتمل بهذه المصارف خلال أسبوع. هذا فيما أرجع مصدر مطلع للصحيفة، أسباب عدم وجود مصارف رئيسية بعدد من المناطق السكنية الى عدة عوامل، حيث ذكر قائلاً: يعتبر المصرف الرئيسي هو المصب للمصارف الفرعية، والمصرف الرئيسي هو مسؤولية التخطيط العمراني، والمصارف الفرعية من اختصاص المحلية على نطاق ولاية الخرطوم،ولكن عدم استقرار المسؤولين هو المشكلة الأساسية في عدم وجود مصارف رئيسية تؤدي الى البحر مباشرة، حيث إن أي مسؤول يأتي من جديد يقوم بإلغاء البرامج التي كان يضعها المسؤول الذي قبله، كما أن مسألة (الوجاهات) لدينا تلعب دوراً كبيراً، حيث الإهتمام بوسط الخرطوم دون غيرها من المناطق، وخير مثال على ذلك عدم وجود مصرف رئيسي في منطقة سوبا، وعلى الرغم من هذا يقع اللوم على المحليات.. والمعروف أن المصارف الفرعية فقط هي اختصاص المحليات، كما أن المهندسين من ذوي الخبرة لا يتم تعيينهم وإنما يتم تعيين المهندسين الشباب، بجانب عامل آخر أساسي في هذه المشكلة وهو أن أغلبية الآليات الموجودة بالمحليات معطلة. وهكذا يبقى السؤال الذي يطل برأسه من بين كل هذه الأشياء: هل سيعاني المواطن بأحياء العاصمة المختلفة ما عاناه في العام الماضي من الأمطار، أم أن المحلية ستصدق القول بأن هذا العام عام خالٍ من مياه الخريف، خاصة وأن ضربة البداية لنظافة وعمل المصارف كانت في وقت مبكر.