وقع الانفصال... وغادر الجنوبيون.. وتركوا وراءهم.. بيتهم.. وحالهم... ولكن ما يهمنا نحن «شريحة الشباب» تلك الوظائف التي تركها الجنوبيون.. فنحن ننظر إليها كرؤوس قد «أينعت» وحان قطافها.. فكل العشم أن ينفذ رئيس الجمهورية عمر البشير وأركانه ما وعدوا به الشباب.. بأن يتم تعيين الشماليين مكان الجنوبيين الذين غادروا.. فبهذا الوعد.. دخل النور والأمل إلى نفوس الشباب والعاطلين من الجنسين.. فوعد البشير بالنسبة لهم بارقة أمل انتظروها كثيراً... فمنهم من تخرج وله سنين «عدداً».. ومن هو على أعتاب التخرج ويعيش في «كابوس» العاطلة.. الذي أرهق الأسر... وشتت البيوت.. ودمر الشباب.. سيدي الرئيس هناك أمثلة كثيرة يمكن أن نضربها لك.. شباب في عمر الزهور.. أصابهم الإحباط.. والملل.. و«الزهج».. وصاروا يمدون أيديهم للناس.. شباب يتفطّر القلب حين رؤيتهم وهم يهيمون في الشوارع.. لا هدف لهم ولا مأوى.. حالهم يغني عن سؤالهم.. وهم أكفاء يحملون أعلى الشهادات.. وبين جوانحهم آمال عراض... يحلمون بأن «يصنعوا» أنفسهم.. وأن «يبنوا» هذا الوطن... طرق سيدي الرئيس هؤلاء الشباب كل الأبواب... وحاولوا في كل النوحي.. أقول لك «مبالغة» فقد سمعت من بعضهم أنهم قد طرقوا أبواباً لم يتخيلوا أنفسهم أنهم يمكن في يوم من الأيام أن يصل بهم الحال إلى هذه الدرجة «المأسوية».. ومن ضمن تلك الأبواب باب «الشحدة» طرقوا بابها.. ووجدوه «موصداً» لأن الإخوة «الشحادين» يعتقدون أن كل المناطق التي يشحدون فيها «حصرية» عليهم أي مناطق «مغلقة».. ولا يطيقون أي «وجه» غريب يدخل عليهم..!! بالله عليك سيدي الرئيس.. انظر كيف صار حال الشباب.. رجال المستقبل.. أتمنى منك.. وقد عهدناك رجلاً عطوفاً حنيناً.. رجلاً ذا قلب كبير.. أن لا تجعل تلك المناصب - أي المناصب التي كان يشغلها الجنوبيون- حصرياً على حزب المؤتمر الوطني أو حصرياً على الوساطة والمعرفة..؟! سيدي إن الله سوف يسألك يوم الموقف العظيم عن هؤلاء الشباب.. سوف يسألك عن كل شاب.. أصبح مدمناً للمخدرات.. أو صار شغله الشاغل لعب «الكوتشينة» التي ألهته عن أداء صلاته وعبادته.. سوف يسألك الله عن كل شاب أصابه مرض من جراء تلك العطالة.. فقد أصيب بعضهم بالإحباط والنفسيات.. نعم النفسيات وأصبحوا يتعالجون في المستشفيات النفسيه.. والعلاج هذا يحتاج إلى «المال».. الذي من أجله وصلو إلى هذه الحالة..؟! سيدي الرئيس.. لا تجعل الناس يدعون عليك.. فدعوة المظلوم مستجابة.. لا حجاب بينها وبين الله سبحانه وتعالى.. ونحن على علم وثقة بأنك لن تفرِّط في شباب هذا الوطن «الغاليين» عليكم.. نحن في انتظار الفرج بعد الله منك.