قال فخر الدين يعقوب، معتمد محلية سنار، في تصريح صحفي أمس الاول: ( لقد عاد التيار الكهربائي إلى المدينة بجهد مشترك بواسطة فريقين هندسيين، أحدهما من ود مدني والآخر من الخرطوم، لقد حضرا وعملا ثلاثة أيام حتى أعادا التيارالكهربائي..وعرفنا بأن ضب كبير تسبب في قطع التيار، وذلك بعد أن تسلل إلى داخل المفتاح الرئيس لكهرباء المدينة ). وعلق الأستاذ الزين عثمان بصحيفة (ألوان) أمس على هذه الحادثة، على خلفية قطع التيار الكهربائي المتصل أول أمس الثلاثاء في أرجاء العاصمة الخرطوم باعتبار (دة كله من الضب). أدناه التعليق في صحيفة (ألون) : 24 أغسطس 2004م المشهد الآن.. منو الطفا اللمبة؟ الزين عثمان يبدو أن (ضب) سنار الذي تسبب في قطع الكهرباء ثلاثة أيام بلياليها نال الصفة القومية وأعاد كرته أمس وفي كل السودان، لتظلم كل المُدن جراء انقطاع للتيار الكهربائي عن البلاد امتد ثلاث ساعات في مناطق وساعات أخرى في مناطق ثانية، وكأن قدر الناس أمس أن يعيشوا وحدة الظلام بعد أن عاشوا وحدة صيام النهار وظلام الليل الذي لم يستثن أحدًا، وتغيرت الصور والمشاهد ما قبل العيد، فالسوق افتقد ضجيج الأصوات المنبعثة تنادي المشترين (كل حاجة بعشرة) تاركة صوتها لأصوات المولدات الكهربايئة التي علا ضجيجها فوق كل الأصوات في السوق الشعبي أمدرمان، ولم تشفع لجاكسون إنجليزيته في إمبراطورية لم تكن تغب عنها الشمس سابقاً، ولم تقطع كهربتها حالياً وعاش أيضاً ظلام اللحظة.. أما الأحياء فحدث عن الأمر ولا حرج، فنحن في السودان – وعلينا التعايش مع معاناته – غاب ضجيج الخلاطات واحتل الحلو مر ومعه الكركدي موائد الإفطار، فلا كهرباء تخلط بها الجوافة والبرتقال والمانجو، اختلط فقط حابل الظلام بنابل عدم الرضا في وجوه المواطنين، وهم يستغلون المركبات العامة وفي بالهم العلاقة الطردية بين انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة وحالة الزهج التي (تتلبس) الجميع وسرعان ما وجدوا مكان التعبير عنها هنا أمام مركز مبيعات كهرباء أمدرمان، ليخرج أحدهم من الكنبة الأخيرة كل ما في دواخله ملقياً بحمم كلماته البركانية التي لم تستثن أحدًا قبل أن يقول (النيل قرّب يشيل البيوت والكهرباء ما مكلفة وقروشا بندفعا من حر مالنا.. القطوعات فوق أم كم؟).. (ألوان) في الليلة الظلماء التي افتقدنا فيها الكهرباء حملت سؤالها إلى ناس الكهرباء وتحديداً مدير الشركة السودانية لنقل الكهرباء الباشمهندس جعفر علي البشير، والذي عزا الانقطاع إلى عطب أصاب أحد المحولات الجديدة الناقلة للكهرباء بالولاية الشمالية، والذي أدى لخروج المحطات العشر الناقلة للكهرباء بسد مروي من الشبكة القومية التي صار لا يمكن الوصول إليها حالياً. (هسع يقولوا ليك ده من السد) تبرير سبق به أحد المواطنين ناس الكهرباء وهو يلعن سلسفيل كهرباء السودان قبل أن يضيف (الغريبة كهربة السد دي في إثيوبيا ما بتقطع وفي مصر برضو.. ليه بس نحنا بالذات الكهربتنا قاطعة؟) وعلى الدوام سؤال تبدو الإجابة عليه مثل الذي يبحث له عن إبرة في كومة قش مع الوضع في الاعتبار أن الكهرباء قاطعة والظلام سيد الموقف والعيد على الأبواب والأسعار في السماء وحاجات تانية حامياني. الكهرباء قاطعة والبلد مضلمة والرد في السد والسد فوقو محول ضارب والكهرباء بنشتريها بقروشنا والسد دين على وليداتنا، والدنيا رمضان يا عزيزتي الحكومة والدعوة مستجابة. وعشان ما تقولوا إن الأمر له علاقة بالاستهداف الخارجي وبالحركة الجنب خزان الروصيرص حنقول يا رب بلدنا تنور والكهرباء ترجع لينا وتقطع دابر الاحتجاج، ونرجع في نهاية النفق المظلم لنقول (ده كلو من الضب).