الحرب على السودان ظاهرها «الرحمة» وباطنها «العذاب».. تبدأ بوساطات.. ومجتمع دولي.. وسلام.. ونازحين وتنتهي على هذا النحو الذي تم ب«شراكة حقيقية» بين المجتمع الدولي وحكومة الانقاذ وحكومة الحركة الشعبية!! كلهم ساهموا في الحرب على السودان وتقطيع أوصاله وطبعاً الحكومة تمضي في هذا الطريق وهي لا تدري أنها تخوض حرباً ضد السودان وضد «نفسها»!! وقيل أسوأ ما في الأمر «رجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري». ü الحرب على السودان هي حرب مناخ.. وحرب موارد طبيعية حباه الله بها فرط فيها بعض ابنائه فانشغلوا بحب «الثروة والسلطة» فابتلاهم الله باعداء أخذوا منهم هذه النعم والخيرات!! انظروا لانفصال الجنوب ذهبت السافنا الغنية وذهب مناخ الأمطار التي تهطل طول العام وذهبت المراعي الغنية التي ترتادها ثروة حيوانية هي الأهم في السودان توجد في جنوب دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وجنوب النيل الأبيض. -لاحظ كلها جنوب- ووراء هذه الثروة ملايين المنتجين تقدر الاحصاءات عددهم بأكثر من ستة مليون!! الآن ذهبت هذه الموارد الاقتصادية وذهب معها المناخ والنزاع لازال يدور أيضاً في مناطق تتميز أيضاً بمناخ ونباتات طبعية هي امتداد للمناخات والموارد التي ذهبت وهذه يمكن اجمالها في جنوب السودان الجديد (أبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق) فلا زالت الأزمة تراوح مكانها وهي بهذه الطريقة يمكن حسابها بأنها أيضاً خارج دائرة الإنتاج أي داخل «مخطط» حرب المناخ الذي يحاك بعناية ودقة ضد البلاد!! هي حرب مناخ يتحول السودان بعدها إلى أرض قاحلة وصحراء جرداء ففي الوسط مشروع الجزيرة في حالة موت سريري ومشاريع النيل الأبيض لا تسمن ولا تغني من جوع!! والمسكيت يتمدد في هذه المناطق كجزء من هذه الحرب الطويلة التي تحاك.. والمسكيت تمدد في المشاريع الزراعية القديمة في حلفاالجديدة والنيل الأبيض ونهر النيل.. والزراعة هنا وهناك تمشي خطوة للأمام وثلاث خطوات للخلف والنهضة الزراعية تعمل بالمقلوب ولا تهتم «بأساس» الزراعة الأساسي. والشرق بفقره وجفافه. والشمالية صحراء ممتدة وممتدة وسط شريط نيلي هجره أهله لكل أصقاع الدنيا. القصة ليست حرب عملة بين دولتين!! إنها حرب المناخ الكبرى ولا عزاء لبلد تنعدم فيه النظرة الاستراتيجية البعيدة!! بلد يعيش برزق اليوم باليوم ولا يفكر حكامه وساسته أبعد من الكرسي الوثير الدوار!! لعنة الله على هذا الكرسي!!