وضع السودان مشروعاً استراتيجياً لاستيعاب الآثار السالبة لظاهرة تغير المناخ في التخطيط التنموي، بكلفة تبلغ ستة ملايين دولار، منها ثلاثة ملايين منحة من صندوق دعم الدول الأقل نمواً وثلاثة ملايين عبارة عن مساهمات من الولايات. وسيتم تنفيذ المشروع في يناير من العام المقبل ويستمر حتى العام 2012، بخمس ولايات ذات نظم بيئية قاحلة وجافة، وتشمل منطقة أدنى نهر عطبرة بولاية نهر النيل، وبارا وجبرة الشيخ وسودري بولاية شمال كردفان، ومنطقة البطانة بولاية القضارف، ومناطق شعيرية ومهاجرية والملم بجنوب دارفور، وهي مناطق سافنا ذات تربة رملية، بالإضافة الى مناطق معرضة للفيضانات بوسط الاستوائية. وذكر المنسق الوطني لمشروع استراتيجية التكيف مع تغير المناخ د.معتصم بشير نمر في تقرير له، مبررات الاستراتيجية بارتباط هشاشة المجتمعات بالتقلبات الجوية في المدى القريب والتقلبات على المدى الطويل. وتناول الحالات المؤثرة للتغير المناخي في السودان على المجتمعات بصورة أساسية، موضحاً أنها تتمثل في الجفاف والفيضانات، بالإضافة الى الحالات الأخرى غير المتواترة مثل الزوابع الرعدية والأعاصير الترابية وموجات الحرارة. وتناول محددات تنفيذ الخطة الوطنية للمشروع والتي من أهمها الالتزام السياسي وتوفير الوعي والمعرفة، خاصة لدى المخططين ومتخذي القرار في ما يتعلق بشؤون المناخ. محدودية القدرات وأشار د.معتصم الى أن محدودية القدرات الفردية والموسمية وقلة الدعم المالي، إضافة إلى أن المجتمعات القاعدية تعاني من الفقر الدائم، بجانب انعدام البنيات التحتية، تجعل هذه المناطق أكثر عرضة لآثار تغير المناخ. وعدد منسق المشروع، العوامل غير المناخية المساعدة في قابلية المجتمعات الريفية لتغيرات المناخ، مشيراً الى أنها تشمل الفقر وعدم تنوع مصادر الدخل، وعدم وجود مدخلات زراعية، وسوء إدارة الموارد والاستغلال غير المرشد للأراضي، وهشاشة التربة ومصادر المياه، وإزالة الغابات والصراع حول الموارد الطبيعية، وضعف الخدمات الإرشادية ونزوح المجتمعات وضغط الخدمات الصحية. صحراء وشبه صحراء وقدم المنسق الوطني لمشروع استراتيجية التكيف مع تغير المناخ، المشاريع المقترحة بواسطة الشركاء في الولايات الخمس، ويشتمل مقترح منطقة الصحراء بولاية نهر النيل على تخفيض شدة تعرض المحاصيل البستانية للحرارة، وتحسين ومرونة تكيف الأنظمة الزراعية المتأثرة بالاجهاد المائي، عن طريق إدخال الغابات في الزراعة وتخفيض هشاشة المراعي شمال منطقة البطانة، والتقليل من احتمال انتشار الملاريا بمنطقة الزيداب. أما مقترحات مشاريع منطقة شبه الصحراء بولاية شمال كردفان، فقال إنها تتركز على الحفاظ على البيئة وتعويض الفاقد في التنوع الحيوي، وتأهيل حزام الصمغ العربي وتطوير أراضي مناطق القردود، وإنتاج الأعلاف لتقليل الصراعات حول الموارد وتطوير منطقة جريح السرحة للتأقلم على التغيرات المناخية وخلق مسارات جديدة للحيوان. وعن مقترحات منطقة السافنا الطينية بولاية القضارف، أشار د. معتصم الى أنها تتمثل في تأهيل بحيرة سد التب، وتقليل حدة الفقر لصغار المزارعين التقليديين والرعاة، وإنشاء سدود صخرية للتقليل من شح المياه، وتأهيل حزام الصمغ العربي، وتأهيل الحظائر، وتخفيض أمراض الملاريا والكلازار بالقلابات وأمراض التهاب السحائي بشرق القلابات. منطقة السافنا وتشمل المشاريع المقترحة بمنطقة السافنا الأراضي الرملية بولاية جنوب دارفور، وحصاد المياه وتنمية وتطوير بنك للحيوانات المجترة بمحليتي نيالا وشعيرية، وتنمية الغابات الشعبية بكل من "شعيرية، الملم، مهاجرية، دريات ومرشنج"، إضافة إلى تنويع الدخل بمنطقة "شديدة" كاستراتيجية لتخفيف الفقر جراء تغير المناخ، وتحسين صيد الأسماك بشرق جبل مرة وبحيرتي الصافية كندي، وتخفيض انتشار الملاريا والبلهارسيا جنوبي الولاية، وحصاد المياه وتأهيل الخزانات.