بالأمس أوقدت (آخر لحظة) الشمعة السادسة في عمرها المديد - بإذن الله - والتي رأينا منذ فكرة التأسيس إلى لحظة الميلاد أن تكون صحيفة رائدة في مجالات التنوير والتغيير والتطوير، لذلك رأينا أن تكون صحيفتنا صحيفة ذات أثر على القارئ السوداني، وعلى عموم العمل الصحفي من حيث الشكل والتبويب والإخراج واللون، وقد حشدنا له خيرة العناصر والخبرات الفنية والتحريرية، والكُتَّاب المميزين. ثلاثة أشهر بالتمام والكمال، ظللنا نصدر خلالها الصحيفة إصداراً (وهمياً) ومتخيلاً، نتابع الأخبار ونجري الحوارات ونستكتب الكُتَّاب، ونصمم الصفحات ونخرجها على شاشات أجهزة الحاسوب، لنبدأ في صبيحة اليوم التالي في المقارنة بين ما هو لدينا وبين ما هو لدى الآخرين، نراجع مواطن الخلل والقصور، ونشدد على التمسك بنقاط النجاح التي نحققها. وعلى جانب العمل الإداري كنا نؤسس لعمل يقوم على قوانين العمل وأنظمته ولوائحه، لكننا زدنا عليه بالكثير لصالح العاملين، وقد بدأنا بإدارة قوية متميزة تمثلت في زميلنا وصديقنا الراحل المقيم جعفر عطا المنان إدريس، مثلما أسسنا لعمل تحريري ضخم أعاننا فيه بحق أستاذنا وأستاذ الأجيال الراحل حسن ساتي- رحمه الله- وقدم لنا فيه النصح والخبرة الأب المؤسس ل ( آخر لحظة) الأولى عام 1967 الأستاذ محمود أبو العزائم - رحمه الله- والذي ظل لآخر لحظة في حياته يمسك بالقلم في يده ويدفع بالأفكار والآراء إلى الورق. أصبحت (آخر لحظة) مدرسة جديدة من مدارس الصحافة السودانية، وأسست لمفهوم جديد يركز على السعي لتقديم القدر المطلوب الذي يريده القارئ، ولمعت فيها أسماء وبرزت مواهب وقدرات، بل وقدمت امتداداً لها فيما قدمه ويقدمه الكثيرون الآن. نحن في هذا اليوم نحيئ قارئ (آخر لحظة) الكريم، شريك النجاح وصانعه، ونحيي أرواح الذين غادروا دنيانا لكن ذكراهم ستظل باقية معنا وخالدة في سجل الصحافة السودانية، ونحيي جميع العاملين بالصحيفة في إدارات التحرير، والتسويق والإعلان، والإدارة العامة، الشؤون المالية والإدارية والإدارة الفنية، ونتقدم بالشكر لهم أجمعين ولمجلس إدارة الصحيفة وعلى رأسه المهندس الحاج عطا المنان إدريس الذي شكل للصحيفة أرضية انطلاق ثابتة. والشكر لله من قبل ومن بعد.