اجتمعنا مساءً قبل يومين، وكان الاجتماع مكتمل النصاب لم يتغيب عنه أحد من أعضاء مجلس الإدارة، وكانت أجندة الاجتماع واحدة، وهي العمل على تطوير أداء الصحيفة من حيث الشكل والموضوع وضبط وتجويد العمل التحريري خاصة في جوانب المقال وأعمدة الرأي والتقارير. اجتماع مجلس إدارة الصحيفة استمر لأربع ساعات متصلة، وضم رئيس مجلس الإدارة المهندس الحاج عطا المنان إلى جانب بقية أعضاء المجلس المكون من رئيس التحرير والسادة علي فقيري عبادي ومأمون العجيمي وهشام التهامي.. وقد ظللنا طوال الفترة الماضية نستهدف تجويد الأداء والارتقاء المستمر بالصحيفة وصولاً الى أعظم الأهداف المنشودة، وهو إرضاء قاريء «آخر لحظة» الذي نعتبره شريكنا الرئيسي والأساسي في هذه الصحيفة، والذي كان يعتبره أستاذنا الجليل الراحل وأحد عباقرة الصحافة السودانية حسن ساتي -رحمه الله- كان يعتبر القراء في مجملهم أصحاب العمل بينما يصبح بذلك المنطق جميع الصحفيين والكتاب أجراء أمام أصحاب العمل. الاجتماع الطويل قدم كل الذين شاركوا فيه ملاحظاتهم وآراءهم ومقترحاتهم، وتم تسجيل ما رأينا أنه خطوات لتطوير العمل، وفي هذا بشريات طيبة لقاريء «آخر لحظة» الكريم يحسها ويشعر بها خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك من خلال تغييرات تدريجية في إعادة توزيع الزوايا والأعمدة الصحفية وفق مقتضيات الحال والضرورة والسعي لتقوية صفحات الرأي التي تعتمد على النشر الحر للآراء المختلفة. أما يوم أمس فقد أمضيت جزءاً كبيراً منه في مشاورات ومحاولات مع الزملاء لإحداث اختراق من أجل التغييرالتدريجي في أماكن الأعمدة الصحفية، ووضع الخطط الخاصة بتطوير الأداء التحريري العام في الصحيفة، بل أجريت عدة اتصالات بأسماء وكتاب وصحافيين كبار ليقدموا مساهماتهم الفكرية والعملية من خلال صفحات «آخر لحظة»، آمل أن يطالعهم القاريء الكريم قريباً جداً. ويذكر القاريء الكريم أننا كتبنا في اطار هذه الزاوية وتحت عنوان (التغيير كما العافية.. درجات) قبل أيام، أننا بصدد إجراء ما يوثق الرباط أكثر بين القاريء والصحيفة، وكنت أقول لزملائي دائماً إن الشيء الثابت الوحيد في أي صحيفة هو (الترويسة) التي تحمل الإسم و(اللوقو) فقط فكل ما في الصحيفة قابل للتطوير.. والتغير ولا فرق بين التطوير والتغيير إذ أن الأول يعني تغيير الشكل والحجم والوظائف إلى الأفضل.. ونحن نميل دائماً إلى التغيير التدريجي لا الانقلاب المفاجيء الذي يربك العين والعقل.. وقد بدأنا اليوم بذلك وقمنا بإدخال المقال اليومي للأستاذ محجوب فضل بدري إلى صفحات الرأي بدلاً عن الصفحة الثالثة لسببين.. الأول تقوية صفحتي الوسط والثاني إفساح مساحة أكبر للأخبار التي أخذت الإعلانات تتعدى عليها في الصفحة الأولى وتأخذ أكثر من نصف الصفحة الأولى التي لا يبقى من نصفها الثاني إلا مساحة قليلة للترويسة والصناديق الترويجية والخطوط.. ونحن على ثقة من أن هذا الأمر سيقوي من صفحتي الوسط ويفسح مساحة إضافية للأخبار في الصفحة الثالثة. وزحف الإعلانات وصل حتى الصفحة الأخيرة التي تغيب منها في أحيان كثيرة باب (اليوميات) أو (بيت الأسرار) أو (الديباجة) ونضطر إلى تغيير وضع الأعمدة، لذلك رأينا أن نحيل زاوية الأستاذ الدكتور هاشم الجاز إلى صفحتي الوسط (الرأي) لتقويتهما أولاً ولإفساح مساحة للمادة المنوعة والخفيفة في الصفحة الأخيرة، ولضمان عدم تغييب الأبواب الثابتة الأخرى. ولا زلنا نقول إن التغيير كما العافية درجات.. و.. أمسكوا الخشب.