يسأل الكثيرون عن ماهية السعادة ، كل واحد في الدنيا الواسعة بصرف النظر عن لونه وجنسه ومركزه الإجتماعي والوظيفي يراها بمنظوره الخاص ، صاحبي ( المرتاح ) تعرض لوعكة صحية خفيفة قبل عدة أيام ، التقيت الرجل بعد ان دبت العافية في أعصابه ونهض من الوعكة ، فقال بالحرف الواحد أن نعمة الصحة هي أجمل فصول السعادة ، الرجل لم يقل غير الحقيقة فصحة الإنسان يا جماعة الخير بمثابة السعادة كلها ولا سعادة غيرها ، وفي لحظات ( المحنة ) والمرض تهون على الزول كل ما يملك ويبحث عن العافية ، ومقولة ( يارب العفو والعافية ) التي كانت ترددها جدتي ست النفر محمد أحمد كجوك رحمها الله تعد وثيقة أحملها دائما في جوانحي المصابة بالجفاف ، المهم ربما يبادر أحدكم ويرفع عقيرته ويصفني بالتعيس ، لأن الناس عادة لا يتحدثون عن السعادة الا حينما يفتقدونها ، عموما ( ولا يهمكم ) من يريد ان يوصف محسوبكم بالتعيس فالأمر عادي بالنسبة لي ، على فكرة من اغرب الاشياء إن الدراسات العلمية تشير الى عدم وجود علاقة بين السعادة والثراء ، طبعا المقصود هنا الثراء باليورو والدولار وليس بالجنيه السوداني التعيس الذي يشبه تماما حالة محسوبكم العبد لله ، وأرجو أن يؤدي تغيير العملة السودانية إلى سعادة جناب الجنية السوداني إبن الذي واللذين ، عفوا ، حكاية ان الثروة لا تجعل الانسان سعيدا ترجمها الى دنيا الواقع الملياردير الأمريكي وارن بافت ، هذا الوارن اعلن بكامل وعيه عن تبرعه باكثر من 30 مليار دولار ورقة تنطح الاخرى للاعمال الخيرية وتطوير آليات التعليم في بعض الدول النامية ، الملياردير السخي حينما سئل عن سبب قيامه بهذا التبرع الذي ربما يبلغ نصف ميزانية دولة افريقية كحيانه قال انه يفكر في نهاية سعيدة لحياته وان ثروته المهولة لم تحقق له السعادة بل كانت في بعض الاحيان مصدرا لتعاسته ، ما علينا المهم ان موقف هذا الملياردير الذي قدم اكبر تبرع في تاريخ البشرية يتماشى حسب علماء النفس مع الابحاث العلمية الحديثة ، هذه الابحاث تؤكد ان زيادة دخل الفردي عن (12 ) الف دولار سنويا لا تزيد من درجة الرضا على الحياة ومجرياتها وأكدت الدراسة انه على مدى ثلاثة عقود تنامى الدخل الفردي في اليابان بمقدار خمسة اضعاف مما كان عليه في العام 1958 م ورغم ذلك ظلت معنويات الشعب الياباني في الحضيض وتضاعفت حالات الانتحار والتعاسة لدى هذا الشعب بعد زلزال يوكاشيما وتعمقت عزلة المسنين في هذا البلد الذي يضم اكبر نسبة من المسنين على مستوى العالم ، والطريف أن الشباب في اليابان بعد الزلزال بدأوا يفكرون في الزواج وتكوين أسرة بعد ان كان هذا المشروع غائب عنهم ، لكن دعونا من اليابان والذي منه هل السودان بعد الإنفصال سيكون (سعيد ما شقي) ؟ إنه سؤال عفوي ، لكن أحلق شنبي بسكين تعيسة لو جاءتنا السعادة على طبق من ذهب . ويا ضهب شيبون القمر المضوي الكون و آآآآ ناري أنا .