قبل اكثر من خمسين عاما أو تزيد هتف عمنا الراحل عبد الرحمن الريح ( انا بيك سعادتي مؤكده ) ، ترى من هي المرأة المحظوظة يومئذ التي جعلت هذا المبدع يطلق صيحته الشفافة تلك ؟ ، هذا المدخل يقودنا عديل كده الى الركض في ماهية السعادة ، قد يبادر أحدكم ويرفع عقيرته ويصفني بالتعيس ، لان الناس عادة لا يتحدثون عن السعادة الا حينما يفتقدونها ، عموما ( ولا يهمكم ) من يريد ان يوصف محسوبكم بالتعيس فالأمر عادي بالنسبة لي ، ومن وجهة نظر محسوبكم ان كل إنسان يرى السعادة بالمنظار الذي يناسب حالته النفسية وبالطريقة التي تحقق له الإشباع ، من اغرب السيناريوهات المتعلقة بالسعادة ان شرطة هونج كونج ألقت القبض قبل عدة سنوات على رجل اللهم أحسن وبارك طول وعرض ، التحقيقات كشفت ان الرجل اعتاد على التربص بالنساء الحوامل في محطات مترو الأنفاق والأماكن المعزولة واستخدام فنون الكاراتيه في ضربهن على البطن ، رافس الحوامل اعترف انه رفس اكثر من (20 ) امرأة حبلى وذكر انه يشعر بالسعادة والانبساط بعد رفس ، من اغرب الأشياء ان الدراسات العلمية تشير الى عدم وجود علاقة بين السعادة والثراء ، طبعا المقصود هنا الثراء باليورو والدولار وليس بالجنيه السوداني التعيس الذي يشبه تماما حالة محسوبكم العبد لله ، حكاية ان الثروة لا تجعل الإنسان سعيدا ترجمها الى دنيا الواقع الملياردير الأمريكي وارن بافت ، هذا الوارن تبرع قبل عدة سنوات بأكثر من 30 مليار دولار ورقة تنطح الأخرى للأعمال الخيرية وتطوير آليات التعليم ، الملياردير السخي حينما سئل عن سبب قيامه بهذا التبرع الذي ربما يبلغ نصف ميزانية دولة افريقية كحيانه قال انه يفكر في نهاية سعيدة لحياته وان ثروته المهولة لم تحقق له السعادة بل كانت في بعض الأحيان مصدرا لتعاسته ، طبعا هذا الرجل من وجهة نظري أهبل وزايد في الهبالة حبتين فالمال في تصوري يصنع السعادة ويجعل للانسان كاريزما من نوع خاص ، ما علينا المهم ان موقف هذا الملياردير الذي قدم اكبر تبرع في تاريخ البشرية يتماشى حسب علماء النفس مع الا بحاث العلمية الحديثة ، هذه الا بحاث تؤكد ان زيادة دخل الفردي عن (12 ) ألف دولار سنويا لا تزيد من درجة الرضا على الحياة ومجرياتها واكدت الدراسة انه على مدى ثلاثة عقود تنامى الدخل الفردي في اليابان بمقدار خمسة أضعاف مما كان عليه في العام 1958 ورغم ذلك ظلت معنويات الشعب الياباني في الحضيض وتضاعفت حالات الانتحار وتعمقت عزلة المسنين في هذا البلد الذي يضم اكبر نسبة من المسنين على مستوى العالم ، اسأل فقط عن درجات السعادة على صعيد المجتمع السوداني هل من إجابة سعيدة ؟ أم ان المتعوس متعوس .وكل سنة وأيامكم سعيدة بمناسبة العيد .