هل صحيح أن تناول السمك يجلب السعادة للإنسان ؟، هذه المعلومة فيها إن وأخواتها ، ولو كان الأمر كذلك لكان ناس اليابان والفلبين من اكثر شعوب العالم سعادة نظرا لأن الوجبات البحرية تشكل نحو 90 في المائة من طعاهم اليومي ، هذا المدخل يقودنا بدون إحم ولا دستور إلى سؤال شائك عما ما هية السعادة ، قد يبادر أحدكم ويرفع عقيرته ويصفني بالتعيس ، لأن الناس عادة لا يتحدثون عن السعادة الا حينما يفتقدونها ، عموما ولا يهمكم من يريد ان يوصف محسوبكم بالتعيس فالامر عادي بالنسبة لي ، ومن وجهة نظر محسوبكم أن كل انسان يرى السعادة بالمنظار الذي يناسب حالته النفسية وبالطريقة التي تحققق له الاشباع ، من أغرب السيناريوهات المتعلقة بالسعادة ان شرطة هونج كونج القت القبض قبل عدة سنوات على رجل اللهم احسن وبارك طويل وعريض وأصابعه مثل مسامير المركب ، التحقيقات كشفت أن هذا الرجل اعتاد على التربص بالنساء الحوامل في محطات مترو الانفاق والاماكن المعزولة واستخدام فنون الكاراتية في ضربهن على البطن ، رافس الحوامل اعترف إنه رفس الكثير من الحوامل لأنه يشعر بالسعادة كلما رفس إمرأة حبلى الله يخيبك يا بعيد . ومن أغرب الاشياء أن الدراسات العلمية تشير الى عدم وجود علاقة بين السعادة والثراء ، طبعا المقصود هنا الثراء الفاحش باليورو والدولار وليس بالجنيه السوداني التعيس الذي يشبه تماما حالة محسوبكم العبد لله ، حكاية ان الثروة لا تجعل الانسان سعيدا ترجمها الى دنيا الواقع الملياردير الامريكي وارن بافت ، هذا الوارن اعلن بكامل وعيه عن تبرعه باكثر من 30 مليار دولار ورقة تنطح الاخرى للاعمال الخيرية وتطوير اليات التعليم ، الملياردير السخي حينما سئل عن سبب قيامه بهذا التبرع الذي ربما يبلغ نصف ميزانية دولة افريقية كحيانه قال انه يفكر في نهاية سعيدة لحياته وان ثروته المهولة لم تحقق له السعادة بل كانت في بعض الاحيان مصدرا لتعاسته ، طبعا هذا الرجل من وجهة نظري اهبل وزايد في الهبالة حبتين فالمال في تصوري يصنع السعادة ويجعل للانسان كاريزما من نوع خاص ، ما علينا المهم ان موقف هذا الملياردير الذي قدم اكبر تبرع في تاريخ البشرية يتماشى حسب علماء النفس مع الابحاث العلمية الحديثة ، هذه الابحاث تؤكد ان زيادة دخل الفردي عن 12 الف دولار سنويا لا تزيد من درجة الرضا على الحياة ومجرياتها واكدت الدراسة انه على مدى ثلاثة عقود تنامى الدخل الفردي في اليابان بمقدار خمسة اضعاف مما كان عليه في العام 1958 م ورغم ذلك ظلت معنويات الشعب الياباني في الحضيض وتضاعفت حالات الانتحار وتعمقت عزلة المسنين في هذا البلد الذي يضم اكبر نسبة من المسنين على مستوى العالم ، وتعقدت الامور أكثر في اليابان بعد زلزال الأخير الذي قلب حياة اليابانيين رأسا على عقب . خلونا من ناس اليابان وتعالوا نسأل أنفسنا عن درجات السعادة على صعيد المجتمع السوداني ، في تصوري نحن أكثر الشعوب تعاسة وستظل تعاستنا إلى ما شاء الله طالما أن الحراك السياسي والأمور الإقتصادية معقدة في بلد حالته معقدة وربنا يكون في العون .