بسم الله.. والصلاة والسلام على رسول الله.. أخوتي: طالما كان للأقدار حكم على النفوس ماضي.. وسلطان قاضي.. وأمر لا يخالف، وحد لا يعصى... وطاعة لا تصرف ونفاذاً لا يرد... أحدثكم من مكان.. سبَّح فيه يونس عليه السلام فأنقذه تسبيحه من ظلمات ثلاث.. ولست في مقام نبوة.. وقد سبق أمر الله في الجسد.. وبقيت الروح حيث يشاء خالقها.. تلاشت الهيئة.. اللحم والدم والعظم.. وتسامت تلك الشفيفة التي لا يدرك كنهها سوى الله... بروحي من عالم البرزخ... أحيطكم يقيناً بأن دين الحق باقٍ.. طالما حفظتم النفوس بالزواجر.. وأن رصاصة آثمة لا يمكنها أن تفجر(عقل أمة)، تدرك أين يكمن خلاصها.. ولا أن تقتلع عيناً تحسن المشاهدة.. وتكسر الطرف حياءً من الرقيب الناظر في كل حين.. ترفدها البصيرة بقوة أبصار وإبهار لا محدودة... ويغذيها الفؤاد.. بألوان الكون السبعة ومشتقاتها السبعين... (فالعين عين اليقين)... من قال إن الموت نهاية.. فهو آثم خاسر.. الموت هو طريق المرور إلى العالم اللامتناهي.. السرمدي .. كلكم تخافونه... وتخافون ذنوبكم.. حين تأتون فرادى ليس بينكم وبين الجبار ترجمان.. ويأتي الإسلام ويقول (ضيعك الله كما ضيعتني)..!. في كهوف منسية.. بعيداً عن حياة الدعة ومبردات الهواء... رجال يعيشون من أجل الكرامة.. وإعلاء كلمة الحق... ومحاربة القوى التي تظنونها كبيرة.. وهي كالشيطان يخافه الناس وهو أضعف منهم!. إن القوة في الإسلام... وفي دين الله... وفي نصرة المظلوم... والذود عن الأعراض.. والله هو الحق وهو يحب الحق... وبالحق قامت السموات والأرض وما هلكت الدول ولا الممالك... ولا هتكت الأستار.. وسفكت الدماء إلا بالطمع.. المردي.. والتطاول على خالق الكون واتباعه واتباع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين!. إذا أردتم النجاة فلنجعل الدين دليلاً وسراجاً يستضاء به، لأنه طريق الحق... المفضي للسلام..(لكل ناظر لنفسه بزعمه... وباحث بقياسه في ظنه).. لم أطلب من الدنيا حظاً موفوراً.. ومرتبة علية.. وسعداً طالعاً.. وسروراً دائماً.. بل أنشد رحمة واسعة لأن الدنيا ممر محنة وكدر، والجنة دار جزاء حيث الفرح لا شائبة فيه... وكمال الأماني... ومنتهى الأراجي ووجود بعد عدم!. قولوا للخائفين أن يقام على جسدي ضريح.. إن بحر العرب كله صار مقامي.. فكيف يمكنكم.. أن تجففوا منابعه.. وتغيروا مده وجذره... قولوا أي قبلة ستختارون.. لقد اختار الله لي آية من آياته لتكون ضريحي إلى يوم القيامة.. أخوكم في الله أسامه بن لادن.!