لا أدري مدى مصدقية آخر تعداد سكاني في السودان قبل الإنفصال ، أتصور انه قد يكون مطابق تماما لمقولة ( طبطب وليّس يطلع كويس ) ، يعني بالمفتشر تعداد أي كلام والسلام ، الآن بعد ان راح الجنوب في حال سبيله وترك صاحبه الشمال يردد في حسرة ( رحت في حالك نسيتني واعتبرت الماضي فات ) ، يتوجب علينا الإعلان عن حراك تعدادي يتسم بالشفافية ، حتى يمكن من خلاله وضع الخطط التنموية التي كانت ولا زالت تراوح مكانها في الوطن ، ولكن السؤال هنا هل يمكننا إجراء التعداد اللئيم ، والوطن يعاني من جراحاته في بعض مناطق دارفور وجنوبي كردفان ،؟ إنه سؤال بحاجة إلى إجابة شافية تشفى العليل ، الأممالمتحدة ، أصدرت قبل فترة قصيرة تقرير جديد لنج أن عدد سكان العالم بسلامتهم ربما يتجاوز ال 7 مليارات نسمه في إكتوبر المقبل ، طبعا لا أحد يدري كم حصتنا من هذا الرقم المهول ،بطبيعة الحال الحصة تقلصت بعد الإنفصال اللعين ، لكن هل سننتظر لمدة عشر سنوات لإجراء تعداد سكاني آخر أم أننا كما قمنا بتغيير العملة ( رقيقة الحال ) سوف تعلن النفير ونجري تعداد فوري لكشف الرقم الحقيقي للتعداد لإستخدامه في حساب الموارد الإقتصادية وموازنتها من عدد السكان، إلى جانب معرفة حجم البطالة بالباء المخففة والبّطالة بالباء المشددة في أرجاء الوطن ، وبصراحة عدييييل كده نحن كدولة نامية أو نائمة لا فرق أمامنا تحديات كبيرة في مجال التعداد السكاني لإعتبارات كثيرة منها القلاقل والزوابع الساخنة في مناطق التماس بين جمهورية شمال السودان ودولة جنوب السودان، وفي كل من جنوبي كردفان ودارفور ، كما إننا سنواجه إشكالية كبرى في التعداد المقبل ، لافتقارنا للكثير من الآليات التقنية للكشف الحقيقي عن عدد السكان ، كما أن المناطق المهمشة في الوطن ستكون عصية على إجراء تعداد سكاني يمتاز بالشفافية ، إلى جانب أن الكثير من الشباب لن يتجاوبوا مع هذه الآلية ، المهم في التعداد المقبل ،إذا إكتشفنا أن هناك إنفجار سكاني في الطريق ، يتتوجب علينا الإتكال على الله والرحيل إلى كواكب أخرى أكثر أمنا وإستقرارا ، وطبعا لا اقصد هنا ( القمر بوبا عليك تقيل ) ، وإنما المقصود كواكب أخرى في المنظومة الكونية ، أقول قولي هذا ، بعد أن توقع علماء روس انه هناك كائنات حيه ذات لحم ودم في كواكب بعيدة عن الأرض ، وأكد أصحابنا الروس أنه يمكن مصادفة حضارات غريبة في العقدين المقبلين ، عموما ربنا يكضب الشينة ، ففي حال مصادفة كائنات غريبة على كواكب أخرى ، فسوف يفضحون تخلف البشر على كوكب الأرض ، وسوف نكون (نحن في السودان نهوى أوطانا ) ،بحمد الله وقوته أكبر المفضوحين لإننا لا زلنا نعاني من مياه الشرب العكرة ولا زال مسلسل الانقطاعات الكهربائية يحل ضيفا عزيزا في المدن والقري والحضر ، ولكن وآه من قولة لكن فإن اكبر المخازي والفضيحة الكبرى أن الإقتتال والحروب الساخنة لا زالت تدمي جسد الوطن .