في موسم الخريف من كل عام، يخشى المواطنون العواقب الوخيمة التي يسببها سوء تصريف مياه الأمطار، ويرى المواطنون أن المحليات تقصر في القيام بدورها بفتح المصارف وردم الشوارع ونظافتها من النفايات، فالمحليات من المفترض أن تؤدي دورها في مراقبة كل الطرق حتى تضمن تصريف مياه الأمطار والعمل على شفط المياه من الأماكن المنخفضة مثل مواقف المواصلات والأسواق والمناطق العامة، وقد كان موقف المواصلات الجديد (السكة حديد)، خير شاهد على ذلك.. وقال بعض المواطنين إنه رغم إعلان الاستعدادات المبكرة، إلا أن الواقع يعكس غير ذلك، وقد استطلعت «آخر لحظة» عدداً من المواطنين، حيث قال محمد علي إننا نعاني سنوياً من الأمطار والسيول، وذلك للحلول الوقتية التي تعالج بها المشكلة، وإن الاستعدادات دائماً تأتي متأخرة رغم علمهم بموعد الخريف، مضيفاً أن فتح المصارف وتنظيفها يتم في فصل الأمطار فقط.. وكشفت ربة المنزل لمياء حسن إن غرق الخرطوم أصبح عادة دائمة ومتكررة، وإن سوء التصريف وعدم شفط المياه يتسبب في كثير من الأمراض. وفي إطار استعدادات حكومة ولاية الخرطوم لفصل الخريف أشارت إلى الاستفادة من الإيجابيات والسلبيات التي صاحبت أعمال المصارف وأن العمل يجري الآن في نظافة وتطهير كل المصارف القائمة، كما يجري تشييد وصب خرصانات مسلحة لعدد من المصارف الجديدة، منها «5» بالخرطوم و«6» بأم درمان توطئة لخطة شاملة مداها أربع سنوات تبدأ الآن، بجانب إنشاء مصنع مع بعض الشركاء وهو الأول من نوعه في البلاد لإنتاج المواسير الأسمنتية بمختلف المقاسات لتكملة شبكة الصرف الصحي بالولاية، وأوضح التقرير الأسبوعي لغرف طواريء الخريف أنه تم التنسيق مع وزارة التخطيط العمراني والمحليات في وضع احتياطات الحماية للمناطق الحساسة على النيل، وذلك بتعزيز الجسور والردميات والمتاريس، بالإضافة إلى مراجعة المصارف والعبارات والتأكد من تطهيرها وتصريفها ومساعدة المواطنين والاستجابة لبلاغاتهم في سحب المياه والحد من آثار الأمطار، بجانب وضع القوة في حالة تأهب لمجابهة اجتياح وتسرب المياه سواء من الأمطار أو من النيل، بالإضافة إلى قيادة وتنسيق الجهود الرسمية والشعبية لاحتواء الكوارث المحتملة وتقديم خدمات الدفاع المدني اللازمة من الإسعاف والإنقاذ والإخلاء والإيواء مع توفير قاعدة بيانات لكل الأنشطة والجهود المتعلقة بالخريف والفيضان وإعداد التقارير الدورية ورفعها للغرفة المركزية، كما بين التقرير دور المنظمات النظامية والقطاعية في الاستعداد لخريف 2011م، منها منظمة الدفاع الشعبي ومهمتها مكافحة السيول، والشرطة الشعبية المرابطة على النيل مع الدفاع المدني، واتحاد المرأة عمل (تكل) العزة، واتحاد الطلاب للتأكد من تصريف المياه داخل المدارس والمساجد، واتحاد الشباب للمساعدة في تطهير المصارف الفرعية وردم الميادين والفسحات المنخفضة ومكافحة البعوض داخل الأحياء والخدمة الوطنية بتوفير «100- 150» مرابطاً لكل غرفة عمليات بالمحليات، وأشارت كذلك التقارير إلى التوعية بالمشكلات البيئية الناتجة عن هطول الأمطار والفيضان وكيفية التعامل مع النفايات وعدم المساس بمصارف الأمطار، وذلك عبر حلقات إذاعية وتلفزيونية ومراقبة مصبات المصارف ومنع إلقاء القاذورات والمخلفات بها، والمراقبة للمناطق الصناعية، لأن مخلفاتها من أخطر الملوثات للأنهار، بالإضافة إلى مراقبة الساحات والميادين خاصة في الأحياء الطرفية للمدن الثلاث لمنع عربات الصرف الصحي من إلقاء المخلفات السائلة بها، مع مراقبة شواطيء الأنهار لرصد الفيضانات.