ومازلنا نركض حفاة في مرح في تلك الرياض اليانعة.. ونحن تماماً في دوحة الغناء البديع.. ومازالت تمطر بقريتنا تلك السحابة المثقلة بالمطر.. ومازال أبو عركي يشدو.. يغني.. يرتجف كما القصيدة.. والخوف يعصف بكل كيانه.. وهو يناجي الحبيبة هامساً لا يجرؤ أن يسأل عنها «زول» من الناس حتى لا يتفشى الخبر ويعم القرى والحضر.. وحتى لا يتناقل الناس وأن «يقولوا» حبيتك. ويا لروعة المشاعر التي يخاف عليها الأحبة حتى من العيون.. والظنون يا لبهاء الحب والحبيبة عندما يلفه الغموض.. وتتراقص في سمائه ألف سؤال وسؤال.. عندما تحمله في الحنايا وبين الضلوع.. عندما تخاف أن يتسرب سره إلى خارج نطاق الروحين.. نطاق الحبيبين.. ولا أجد في كل جداول الغناء.. ونهر الكلمات وبحر الغزل وشواطئ الغرام.. ما صور الخوف.. الخوف البديع الوجل الراعش.. مثل رائعة أبو عركي بخاف.. تعالوا.. نستطعم ونستحلي طعم الخوف اللذيذ.. ونحن ننصت في فزع جميل.. إلى عركي.. وإلى بخاف. بخاف بخاف أسال عليك الناس وسر الريدة بينا يذيع بخاف أكثر كما يا غالي من إيدي إنت تضيع وأعيش بعدك حياتي جفاف آه مواسم ريدة بينا مافي ربيع بخاف يا إنت لو جيتك ألملم في خطاوي الشوق وأزور بيتك يقولو عليّ حبيتك بخاف لو برضي غبت عليك تقول نسيت وجافيتك بهم لو صدفة لاقيتك درب حلتنا جابك يوم تشيل يا روحي ترمي اللوم عليّ وتزيد همومي هموم تقول جافيك وأنا نسيتك؟؟؟ أريت تعرف حنيني إليك يا ريتك كمان تعرف لحد وين بعزك وفي أعماقي حسيتك يا ريت إنت تعرف يا ريت إنت تعرف وبس خايف إذا جيتك حكاية الريدة تمشي تذيع ومن إيدي إنت تضيع وأعيش بعدك آه حياتي جفاف مواسم ريده ما في ربيع