بعد المصالحة الكبيرة، والإتفاق الشهير بين منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة فتح ورئاسة الرئيس محمود عباس ( أبو مازن)، وبين حركة حماس التي يديرها فعلياً السيد خالد مشعل (أبو مشعل) الذي حدث فجأة بالقاهرة، صمم الرئيس أبو مازن على الذهاب الى مجلس الأمن لتقديم دولته الجديدةفلسطين مطالباً الاعتراف بها كدولة عربية مسلمة بالأممالمتحدة، وقد ساعد قيام ثورة الشباب المصرية، واختفاء الرئيس محمد حسني مبارك وزمرته الطاغية، في تكاتف هاتين المنظمتين للوصول لهذا القرار، كما ساعدت النظرة المستقبلية الصادقة لجميع الزعماء الفلسطينيين لهذا الصلح الذي جاء مؤخراً لتكوين دولتهم التي طال أمدها، وكان من الواضح أن يكون هناك تقدم ملموس في السير والى الأمام، لتنظيم البيت الفلسطيني، وتأهيله وإعلان الدولة الفلسطينية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معني واستدلال، وقد أعلن السيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تصميمه وحرصه على الذهاب الى مجلس الأمن لتقديم دولته الجديدة طالباً الإعتراف بها وتأييدها، مثلما اعترف مجلس الأمن وأيد قيام دولة جنوب السودان في لمح البصر. وبالرغم من تحذيرات وتهديدات دولة اسرائيل للسيد محمود عباس بعدم ذهابه الى مجلس الأمن لفعل ذلك، وبالرغم من تلويح الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها قد تستخدم حق الفيتو إذا أصرت السلطة الفلسطينية على ذلك، إلا أن تصميم السيد محمود عباس أبو مازن يختلف عن كل شيء من قبل ومن بعد. وقد كان هناك جدل فلسطيني اسرائيلي في الأممالمتحدة، حيث تقول اسرائيل إن السلطة الفلسطينية تحاول الإلتفات على محادثات السلام المباشرة، وتحاول اقناع مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر من هذا الشهر 2011م، ولكن السيد رياض منصور المبعوث الفلسطيني للأمم المتحدة، ذكر أن اعتراف مجلس الأمن بالدولة الفلسطينية لن يضر بعملية السلام، بل سيعزز الجهود الرامية لتنفيذ حل الدولتين عن طريق التفاوض، وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1976م وادخالها كعضو كامل بالمنظمة سيجعل حل الدولتين حتمياً، ونحن نعلم أيها الأخوة أن الاجتماع السنوي القادم لزعماء العالم لافتتاح الدورة الجديدة للأمم المتحدة التي ستضم 193 دولة ستكون فى هذا الشهر وهو شهر سبتمبر 2011م، وستحضره دون شك دولة جنوب السودان للانتهاء من اجراءاتها كاملة. إن بعض ما يحمله الفلسطينيون لمجلس الأمن هو كما يلي: هل هم سيطلبون العضوية الكاملة بالأممالمتحدة كدولة مستقلة، أم سيضغطون على الدول الأخرى لاستصدار قرار غير ملزم يعترف بدولة فلسطينية بدون عضوية الأممالمتحدة، وقد ذكر السيد رياض مصطفى بأن عملية بلده في الأممالمتحدة يعتبر كهدف نهائي، إلا أن الأممالمتحدة تحتاج لأكثر من مفتاح لتحقيق هذا الهدف، لذلك فإنه سيحتاج الى تحرك تشريعي في افتتاح الجلسة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن أجمل ما قاله السيد محمود عباس أيها الأخوة هو: بأنهم ذاهبون الى الأممالمتحدة ومعهم حوالي 122 دولة تعترف بدولة فلسطين، وسنواصل جهودها لحشد مزيد من الاعترافات والدعم للتصويت لصالحها، كما أكد بأنهم حتى الآن لم يتلقوا رفضاً أمريكياً واضحاً في هذا الموضوع، وهم لا يريدون التصادم مع أمريكا ولكنهم يريدون أن ينسقوا المواقف معها، وبصراحة أيها الأخوة لقد سيطرت أميركا على العالم كله، فانظروا معي ابو مازن الذي يقول لنا وبكل صراحة وهدوء بأنه لا يريد الاصطدام مع أميركا، وبأنه إذا كان هناك طريقاً آمناً يبعدهم عن أميركا ومشاكلها لسلكوه، هكذا قال السيد محمود أبو مازن ذلك، ولم أقله أنا، أو يقوله السيد محمود أبو العزائم، أو السيد الطيب مصطفى، رئيس السلطة الفلسطينية يملك الآن حوالي 122 دولة تعترف بفلسطين، وجميع الدول الموجودة بالجمعية العامة للأمم المتحدة هي عدد 193 دولة، أي الفرق بين الدول التي تقول نعم، والتي تقول لا هو عدد 71 دولة فقط، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولأكون صريحاً معكم أيها الأخوة فإن مجلس الأمن الدولي هو الذي يقرر، وهو الذي يقول نعم أو لا، أما بقيت الدول ونحن منهم فكمبارس فقط، إن هناك تهديد اسرائيلي بالغاء اتفاقية أوسلو لعام 1993م الذي ينص على اعطاء الفلسطينيين حكماً ذاتياً، كما وهناك بعض العقوبات الأخرى رغماً عن أميركا وسدنتها، لذلك أطلب منكم أيها الأخوة البدء في مقاومة شعبية وحكومية واسعة النطاق ضد الاحتلال والتطويق والحصار والجدار لتعم العالم العربي والاسلامي، والشعوب المقهورة كلها... واذكركم أيها الأخوة هل يمكننا عمل ذلك في اتفاقية نيفاشا، بمعني هل يمكننا أن نلغي اتفاقية نيفاشا الآن؟ ... وشكراً جزيلاً.