يطرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم «الخميس»، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع قرار منح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة ، وهو ما يشكل انتصارًا دبلوماسياً ومكسباً قانونياً، لكنه يعرِّض الفلسطينيين لخطر العقوبات خاصة فيما يتعلق بحرب المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وينص مشروع القرار، الذي من المتوقّع أن يجمع الأغلبية المطلوبة من أصوات الأعضاء ال«193»، على منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، ويعرب عن أمله بأن يقوم مجلس الأمن بالنظر بشكل إيجابي إلى قبول طلب دولة كامل العضوية في الأممالمتحدة الذي قدّمه عباس في سبتمبر2011، وقالت وكالة الأناضول التركية: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلقي خطابًا في الأممالمتحدة في الجلسة التي تحت اسم القضية الفلسطينية، حيث تحمل خطوة اعتراف الأممالمتحدةبفلسطين صفة مراقب أهمية كبيرة بالنسبة للفلسطينيين. بدوره أعرب ممثل فلسطين في المنظمة الأممية رياض منصور، عن اعتقاده بتصويت غالبية الدول لصالح القرار. وقال سيكون هذا الأمر اختبارًا للمجتمع الدولي إذا ما كان يريد حل الدولتين واعتماد الطرق الدبلوماسية لذلك. وفي القاهرة قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، إن هذا الاجتماع يأتي تنفيذاً لقرار مجلس الجامعة الأخير في القاهرة لتقييم الموقف العربي من عملية السلام، ودراسة الموقف في كيفية دعم السلطة الفلسطينية اقتصادياً ومالياً في حال تعرضها لعقوبات اقتصادية من بعض القوى الكبرى جراء نتيجة التصويت الذي سيتم اليوم الخميس لحصول فلسطين على وضع دولة بصفة مراقب في الأممالمتحدة، وأكد ابن حلي أن المؤشرات التي وصلت الجامعة العربية حول نسبة التصويت مريحة، حيث توجد العديد من الأصوات التي تعتمد الطلب الفلسطيني، حيث توجد «132» دولة تعترف بفلسطين من أصل «193». وتعتبر سويسرا نموذجًا سابقًا، حيث اعترفت السكرتارية العامة للأمم المتحدة بسويسرا بصفة مراقب دائم، عام 1946، استمرت لمدة «50» عامًا، وتم الاعتراف بها كدولة كاملة العضوية عام 2002م، وتحمل الفاتيكان صفة مراقب دائم، حيث تمتلك حق المشاركة في اجتماعات الأممالمتحدة بناءً على هذا الأساس، وهي الدولة الوحيدة التي تحمل هذه الصفة إلى يومنا هذا، وفي حال رفع مستوى فلسطين إلى صفة مراقب دائم، فإنها ستحمل نفس صفة الفاتيكان. وهناك الكثير من المنظمات الدولية التي تحمل صفة المراقب الدائم، مثل الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، ومحكمة الجنايات الدولية. وسبق أن أخفقت فلسطين في الحصول على العضوية الكاملة، في طلبها الذي تقدّمت به العام المنصرم، لكنها نجحت في الحصول على عضوية في منظمة يونيسكو العالمية. كما تعتبر فلسطين عضوًا لدى اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ودول حركة عدم الانحياز. وأبدت حتى اللحظة «132» دولة موافقتها على التصويت مع القرار بالاعتراف بفلسطين دولة غير عضو. وسبق أن أحبطت الولاياتالمتحدة الطلب الفلسطيني في عام 2011م للحصول على صفة دولة عضو، والفرق في هذه المرة أن عباس مدعوم من كل حركات المقاومة في مطلعها حركة حماس التي دعمت رسمياً مسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للحصول على وضع دولة مراقب لفلسطين في الأممالمتحدة، مستخدمة حق النقض الفيتو، زاعمةً أن طريق حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالمفاوضات. كما أبدت الإدارة الأمريكية امتعاضها من قبول فلسطين لدى منظمة اليونسكو، حيث أوقفت تحويل المستحقات المالية المترتبة عليها لحساب اليونسكو.