غريبة هي طبيعة البشر.. وهكذا يجب أن تكون.. فكل إنسان لديه ما يخصه من تفاصيل.. وكل منا عنده عالمه الخاص.. ولديه مقدرته وقدرته.. وعجيبة هي نفوسهم... فالنفس يمكن أن تكون جميلة.. ويمكن أن تكون شريرة.. ويمكن أن تكون لوامة.. ويمكن أن تكون (شكارة).. يعني كل إنسان يتصرف وفق منظمته الحسية، أما الأعضاء المرئية فليست سوى أدوات فقط.. وقد أهتم الأمريكيون كثيراً بالناحية النفسية لرؤساء الدول، وذلك عن طريق التجسس بالتحليل النفسي للشخصيات الزعماء ورؤساء الدول.. وأُسْنِدت هذه المهمة إلى وحدة خاصَّة من وحدات وكالة المخابرات المركزية الأمريكيَّة، تتكوَّن هذه الوحدة من علماء نفسٍ وأطبَّاء نفسيين، مهمتهم وضْع تصوُّر تشخيصي نفسي، يعطي وصفاً مختصراً لملامح شخصيَّة ونفسيَّة زعيمٍ ما، أو رئيس دولة ما، وهو ما يُعرف عادة بالبروفيل، الهدف منه مساعدة صانعي القرار الأمريكي على فَهْم الكيفيَّة التي يُمكن أن يتصرَّف بها نظراؤهم في قضيَّة ما أو أزْمَةٍ ما، فيستخدم صانع القرار الأمريكي المعلومات المتوافرة عن الشخصيَّة التي يتعامل معها، بحيث تساعده في تكتيكات التفاوض، أو المساومة، أو الاستمالة، أو التهديد، أو في تحريك أزْمَةٍ ما. أما ما يحدث الآن في الساحة العربية .. فهو بعيد عن كل دراسة وبعيد على كل ما يخطر على بال بشر من تحكم وتسلط وأنانية الحكام.... كل من يملك سلطة يتصرف بواقع فظيع.. وبلا رحمة.. ما يحدث في سوريا واليمن وليبيا من تشبث بالسلطة.. وبطش بالعباد.. وقتل .. وقمع .. وتهديد لمناسك الناس الى حد عدم تمكنهم من صلاة الجمعة هذا واقع مرير.. فلو كان حكامنا يحاولون أن يفهموا الحالة النفسية ويحاولون أن يعملوا دراسات حول الشارع العام.. ربما تمكنوا من أخذ نصيب الأسد من التصويت في وقت الأزمات.. ووقت الشدة.. كتلك التي مر بها حسني مبارك.. من كرسي السلطة الى قفص الاتهام.. ومن العلالي الى آخر مكان كان يمكن أن يتوقعه.. أو يتبادر الى ذهن أي مصري... ناهيك عن مبارك..ولكنه حدث... سوف يحدث ثانية فاحذروا يا من تنسون أن الله موجود.. وأن الأيام دول.. وأن مذهب الحياة.. ألاَّ خلود... فالخلود للسيرة فعطروها.. ربما فيما بعد عند تنصيب حاكم ما .. أو انتخابه علينا أن نرى التحليل النفسي مرفق مع السيرة الذاتية حتى تطمئن الشعوب.. أن الحالة النفسية لن تتحكم بها بدلاً من العقل والمنطق.. ومن المهم جداً أن يكون هذا التحليل من مكان معتمد..