رقاع دعوة أنيقة موشاة بعبق الأصالة والابتكار لحضور معرض شابة تشبه «زهرة الكاميليا».. وتتدفق إبداعاً.. وتتلون ألقاً بفندق كورال «هيلتون» سابقاً.. أسرتنا حينها «لينا أحمد بن إدريس».. خريجة كلية العمارة جامعة الخرطوم- دزاين- بقيود حريرية مطعمة بعقد الجلاد.. مصفدة بخيوط الإبريز.. بلوحاتها التي تحمل مضامين متباينة «معرض الكوانتراس» أو التضاد.. وهو عبارة عن «كولاج» وتجميع أشتات متشابهة على الزجاج..! الذي احتشد بالضجيج والهدوء.. بالواقع والخيال.. بالأفراح والأوصاب.. بالحداثة.. والتراث.. فطببت قلوبنا الكلمى من عنت العيش.. واطفأت لهيب مهجنا الحرى.. بعد أن شرحت فلسفة المعرض.. «Indose»، وهو عكس لتجربتها الشخصية وملاحظتها للأحداث الجارية في محيطها بأن كل الناس يلفون في دائرة واحدة.. كل الأجيال كل الفئات تتشارك ذات الاهتمامات في ذات الدائرة التي لا يعرف مبتداها من منتهاها.. دون أن توجد شفرة لتفتح «أيما ثغرة تعين على الخروج».. فكانت فكرة الدوائر.. علها تحفز هؤلاء الملتفين في حلقة كحلقة الذكر.. فيها يدور المجذوب في دنياواتٍ خضر وعبقري حسان.. فكيف يخرج؟ وهل من باب للخروج؟ لقد أثبتت ابنة الثالثة والعشرين أن الشباب يتمتع برؤى أرحب.. وأفق لا متناهٍ.. وخيال لا محدود.. أبعد كثيراً من ظننا..!! لينا فنانة «تبعزق» الألوان على غير نسق.. في دوائر محكمة الإغلاق.. فاضحة الأسرار.. معربدة الجمال.. تجتالك فيها.. رائحة البخور.. وعطر الصندل.. ونداوة العروس.. وما أن تمعن في الأصالة.. حتى تفتنك القطع الزجاجية.. بشعاعاتها المنكسرة المتحدرة كالجمان.. الملونة كالطيف..! لقد جعلتني كمسجون طليق.. أحلق بلا أجنحة.. لأحرر طلسم الإبداع.. الساكن في أصابعها.. الجانح في خيالها المتقد في حناياها..! زاوية أخيرة بعيداً عن هم الحياة وزخمها.. نسترق اللحظ.. لنشرب من معسول الحديث ونتمتع بومض السنا.. مع مبدعة قالت ها أنا..!!