ينظر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى مكةالمكرمة كأيقونة إسلامية خالصة، كونها تضم أقدس المقدسات الإسلامية على مر العصور. وقد أقام المتحف البريطاني في لندن مؤخرا أول معرضٍ من نوعه باسم "رحلة إلى قلب العالم الإسلامي" لاكتشاف عوالم مكة، ومثلت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة المملكة في هذا المعرض. ويعرض التقرير التالي، الثاني عشر من سلسة "مكة..المكان والأزمنة"، معالم مكة المعاصرة. ويبث اليوم الأربعاء على شاشة "العربية". مكة هي عروس المدائن ومهجة العالم الإسلامي والدنيا. يشع الألق الروحي في كافة جنباتها مغتسلاً بالتاريخ، ومؤتزراً بالقداسة. والمكانُ هنا لم يتخل عن سمته وعراقته، غير أنه أفسح أيضاً موقعا للحداثة لتحل جنباً إلى جنب مع الأصالة. ومكة المعاصرة هي لوحة جمالية متنها القداسة، وحواشيها المكان المزخرف بهذا المزيج الباذخ بعراقة النسب والبحث عن موطىء قدم في القرن الواحد والعشرين. ومن قلب المشاعر التي تجمع هي الأخرى بين العراقة والمعاصرة في مكة، تتسع دوائر المكان، وتشمل البيوت القديمة والمآذن والأسواق التراثية، لتشمل كذلك لمسات الحداثة. وتطل الفنادق الحديثة المشرفة على الحرم، وتشق الجسور والشوارع والطرقات المصقولة الأحياء والبنايات والأسواق الحديثة. وبات قطار المشاعر يزين جيد المدينة المقدسة، إلى جانب الساعة الأعجوبة التي تقف شاهقة مطلةً على الحرم وشاهدة على زمان ومكان ليس لهما مثيل.