أيضاً... توالت على السودان إحن متتاليات.. ومعلوم هو السودان الوَسَطي الذي جبل على مثل هذه المترادفات ونسأل الله أن نكون ممن أفردهم الحديث الشريف بهذا حين نص «إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم» ما أذكر دائماً وفي أتون ذلك أطرافاً ودياراً سودانية عريقة.. عرفت بالتنوع الإثني والتضاريسي وتخالب البيئة.. وكأن ما يتخيله المرء كله يجده في مقاطعات جنوب كردفان «غرباً» أعراقاً وأسوداً وأموالاً وثروة وبترولاً ومياهاً واندياحاً.. و «وسطاً» جبالاً ورجالاً وينابيع ووهاداً.. و «شرقاً» أفقاً فسيحاً وطبيعة جاذبة وفواكه لمن اشتهى يحرسها رجال ونبال يسدون الفرقة.. وهي «أي جنوب كردفان» تستند شمالاً لشيكان «المعركة الخالدة» وجنوباً تأتي «التبلدية» التي لفظت مبدي المنكرات «أبو رفاس» الحاكم.. فقتلته رمياً بالأيدي حتى لا يعاود كتم أنفاس «الحرائر» الطاهرات.. فدفن هناك إلى يوم يقوم الناس من «تلودي» حين ينفخ في الصور المهيب.. هذه هي ولاية جنوب كردفان المترامية الأطراف التي سدت هذه الثغرة للسودان من قبل وهي تسدها اليوم.. لأن فيها قوماً جبارين مؤمنين.. متلاحمين.. وفيها ما على الأرض وما بباطن الأرض.. وفيها سماء تسيل منها الفضة والبروق.. كل هذا البريق وكل هذه العراقة أوشكت أفكار متسللات أن تفشي بينها الحرابة والبغضاء.. وقد جلسوا حول «قدح» واحد.. يأكلون ويسمرون.. ويرقصون معاً «المردوم» و «الكرنك» و«النقارة» و «الدرملي» ويكاد أطفالهم يرددون بحسرة «شليل وينو» «أكلو الدودو».. «شليل وين راح».. «أكلوا التمساح» فترابطت من جديد.. لأن إبليس اللعين لا يترك قوماً غافلين حتى يوردهم الهلاك.. فعلت في السودان نداءات النصرة وهم يرددون أيضاً قولة المصطفى «صلى الله عليه وسلم» «رحم الله أمرءً أراهم اليوم من نفسه قوة» وتواثقوا كغيرهم على نبذ الجفوة.. ولتكن هتافات النصرة للسودان المجيد هي الطاغية الغالبة.. وأن «أبريل» و «مايو» هي كاشفة الغطاء «لانتخابات» تنافسيه تكميلية لمقعدي «الوالي» و «المجلس التشريعي الجغرافي» وانجلت الجولة عن اكتساح طرف لمنصبي «الوالي» وأغلبية «المجلس التشريعي» وعلت التهاليل والتكبيرات.. وأضمرت «الأخرى» العبرات لتنفجر .. خروجاً عن المألوف في مصطلحات «الديمقراطية» وتنكروا لأريحية «الشورى» الأم.. وتوعدوا أن يحدثوا خللاً.. ويبرزوا «العضلات» ونسوا أن «أولئك» الآخرين قد قيل لهم «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون» وقيل لهم: من لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يتق الشتم يشتم وقرأوا كذلك: السيف أصدق إنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب وأنشدوا كذلك: ونشرب إن وردنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطيناً وكانوا طيلة عمرهم وهم أعراق متعددة يقولون معاً وينشدون: أخاك أخاك إن من لا أخاً له ü كساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح كل هذه التداعيات جعلت من جنوب كردفان بؤرة مشعة وقنديلاً مضيئاً يلفت كل الأنظار.. وتحسب بأنفاسها وأصابها كل المآلات.. وقد أشعل التباغض بعض النفر وأشعلوها حرباً لدرجة أن تناسق الخطى صار بطيئاً.. وتأنى الأخ الوالي «أحمد هارون» في بناء أجهزته التشريعية والتنفيذية والإدارية لتستقيم «شورته» التشريعية «بمشورته» الشعبية.. أخذاً بالحكمة البليغة «في التأني السلامة وفي العجلة الندامة» وهو يرنو لأجهزته العليا بالخرطوم.. ولكنه لا يتهاون في ضبط الميزان.. وبيده كبسولة «الفايت الحدود واسو» ومن بين هذا وذاك تجد المواطن في أرجاء «الولاية» ينتظر الأمن والأمان لأنه يقرأ عظمة المولى سبحانه حين قال: «... الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» وهو «أي المواطن» الذي توافدت صفوفه ليختار القوي الأمين الذي يكون له «أميراً» على رأس الولاية.. وأن يختار أهل الحكمة والرأي «كمجلس تشريعي» وينتظر أهل الأمر أن يفسحوا لهم مجالاً و «لخريجيهم» وخدماتهم ومرعاهم وبهجتهم.. ولكن تطاول الأمر.. وأن الآخرين الذين تطاولوا كذلك هبت عليهم العواصف وطير الأبابيل.. ولا تفريط في أمن وسلامة الوطن والمواطن.. وهنا تشاور المنتخبون «والياً» و «تشريعياً» ونافذين.. فأوقدوا ناراً تهدي التائهين وتدفئ غيرهم.. وتلفت أنظار الحادبين.. فرأوا أن يأتوا «أم درمان» قاصدين «أحمد إبراهيم الطاهر» أخاهم الأشرع والأسرع لنصرتهم.. هو وأخوته «بالمجلس الوطني» فأوما «أحمد» لصديقه السابق في لجنة الأمن والتأمين «الفريق جلال تاور» أن تعاونوا وتعالونا كلكم أجمعين في «دورة تدريبية» لأعمال التشريع والتقنين والرقابة.. وهداية الحائرين.. وليكن معكم «لا مندوحة» أعضاء المجلس التشريعي النافذين ومن جاء من أطراف المدينة يبحث عن ال«Face book» أو قيادة الآخرين.. فإن لنا ساحة وقاعة «خضراء» تسع من جاءنا بقلب رزين.. فإذن كانت الدورة الحانية «لتدريب المجلس التشريعي» لولاية جنوب كردفان.. بقاعة المجلس الوطني القومي بأم درمان للفترة من «9-14/8/2011م» وقد تلاقى عليها «الأحمدان» «إبراهيم» و «هرون» وقال لهم الأخ «د. نافع علي نافع» إننا نفتح أذرعنا وتحتويكم أكفنا هنا بعاصمتكم الأم «الخرطوم» وما كنا نظن أن الديمقراطية ستكون مآلاتها تصادمات وجروحاً إلا أن الله قد قدر.. وعلى نفسها جنت «براقش».. كما يقول المثل .. وكلنا إستدراكات وحكم لمن جاءنا يطلب تدريبياً وتتويجاً فمرحباً بكم.. أما «أحمد الأول» فقد أثبت أن دوائر الوطن القومية بالعاصمة تحوطكم جميعاً.. وأن الذين تخلفوا عن هذه الدورة التدريبية المهمة المفصلية التي تحمل ألف معنى ومعنى.. بهذه القاعة «الخضراء» هذه الدورة لو أتانا «الطرف» الآخر النافر.. لو أتانا الطرف الآخر فائزاً بمقتضيات الشورى والديمقراطية لأجلسناه بيننا.. ولو أن «أحمد هرون» تفوق عليه الآخر «بصوتين اثنين» لاستقبلناه في دورة كهذه أيضاً.. لأن من ارتضى الميزان ارتضى عدالته.. ولكن أخي «جلال تاور» والأخ «سلمان قيدوم» والنساء أجمعين عرفوا هذه الديار فليوصوا المهندس «إبراهيم» نائباً عن الوالي «أحمد هاون» أن الدورة قد بدأت بسلام وانتبه السودان كله لنجابة أعضائها الذين يودون رفع الراية والعزم والإصرار من قبة هذا المجلس القومي لأرجاء جنوب كردفان.. ولن تتوانى كل أطراف السودان أن تسد الفرقة كما قالوا لهم قديماً «هيا هيا سيرو للمهدي في قديرو».. وقد ترادفت القوافل كلها لكادقلي والدلنج وكاودة وجلد ونقاوة والعباسية وتسمع أنت «الرزة» في المجلد والفولة.. وإنها لدورة «بالقاعة الخضراء» بالمجلس الوطني بأم ردمان.. ولا نامت أعين الجبناء.