أوضحت عضو المجلس الوطني عن الحركة الشعبية هويدا عبد الرحمن أن أيّ قائد ثوري إذا وضِع في نفس الموقف الذي وضع فيه عبد العزيز الحلو سيقوم بما قام به الحلو وعزت ذلك إلى أن قواته جاءت وفق اتّفاقية السلام الشامل القاضية بأن «واحداً ونصفاً من قوات الجيش الشعبي وواحداً ونصفاً من الحكومة» تكون هي مُعادلة قوام القوة أو النواة في المنطقة ذات الخصوصية، وقالت كيف يذهب طرف لينزع سلاح الطرف الآخر وأضافت أن هذا هو سبب اندلاع الحرب بالإضافة إلى عدم انصياع قوات جيش الحكومة فيما بينهم في إطاعة الأوامر ونوّهت إلى أن التفكك والانفلات الذي حدث في القوات المسلحة هو الذي أدى لتأزم الموقف وأشعل الشرارة الأولى وأشارت إلى أنّه في حال لم ترضِ نتيجة المشورة طموح شعب النيل الأزرق وجبال النّوبة فإنّها ستؤدي إلى فتح اتّفاقية جديدة تتم ما بين المركز والولاية حول القصور الذي شاب اتّفاقية السلام الشامل في الترتيبات السياسية والإدارية والاقتصادية ومن ثمّ الثروة والسلطة وبعد ذلك يصل الجميع الى تسوية والتسوية تتم بعد نهاية المشورة الشعبية وبذلك تكون نهاية النزاع المُسلّح في ولايتي النيل الأزرق وجبال النّوبة. وتوقعت عضو المجلس الوطني عن الحركة الشعبية هويدا عبد الرحمن أن برنامج المشورة الشعبية إذا لم يسر كما هو مخطط له فقد يؤدي إلى حرب أكبر من الآن. متى التحقت بالعمل السياسي ؟ أنا خريجة جامعة أم درمان الإسلامية كلية الشريعة والقانون وكنّا في العمل السياسي الطلابي عندما كنّا طلبة منذ الثانوي و تبوأت كل المقاعد في الاتحاد الإسلامي بالولاية ثم التحقت بالمؤتمر الوطني بأمانة المعلومات وكانت بالمركز آنذاك الأستاذة سامية أحمد محمد وعندما حدثت المفاصلة ونتيجة لأسباب كثيرة تركت المؤتمر الوطني وبمجيء الحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل انضممت لها و كنت من المؤسسين لمكاتب الحركة و أمانة الخريجين للحركة . فلدينا مئة قرية في منطقة الكرمك لم يتم تسجيلها لأن الحكومة اختارت الظروف الطبيعية القاسية. كيف تحولت من حركة إسلامية بالوطني إلى حركة شعبية وما هي الأسباب التي جعلتك تنضمين للحركة ؟ أولاً: إيماني بمبادئ الحركة الشعبية وقبل هذا وذاك عندما كنت صغيرة في السن كنت أرتاح لموسيقى إذاعة هنا الجيش الشعبي لتحرير السودان أضف لذلك أني كنت اتفاءل عندما أسمع بأن قوات الحركة قضت على القوات المسلحة في كمين «بالجد أنا من زمان ولائي للحركة الشعبية» ولكن لصغر السن وعدم معرفتنا بالاتصال بالحركة في الخارج ولو كنّا نعلم لكنا سنداً لها . وما هي مبادئ الحركة التي تؤمنين بها كما ذكرت ؟ ما تنادي به الحركة الشعبية من مبادئ كالعدل والمساواة وأشياء كثيرة بينما المؤتمر الوطني يقولون ما لا يفعلون . من خلال تجربتك مع الحركة هل وجدتها تفعل ما تقول ؟ نعم الحركة تفعل ما تقول وإذا كانت لا تقدر على شيء لا تعد وتقول به . هنالك من يدحض حديثك ويتهم الحركة بالظلم والفساد وعدم الصدق في القول وانتهاك حقوق الإنسان ما تعليقك؟ - بالعكس تماماً فالإعلام سلاح ذو حدين وهنالك تفاصيل دقيقة الإعلامي لا يكون ملماً بها مثل ما الآن هنالك قوانين تكون رادعة بالنسبة للمواطنين أو الأشخاص الذين يخرقون القانون .والمخالفات التي تبدر منهم فقد تكون هنالك عقوبات سجن أو غرامة أو قد تصل حد الإعدام فالبعض يعتقد أن في تطبيق القانون نوعاً من انتهاك حقوق الإنسان لأن القانون يخرج عن طريق الجريدة الرسمية ليعرف كل فرد إذا تخطى أو خالف فسوف تقع عليه العقوبة وأنا لا أعتقد أن هذا انتهاك لحقوق الإنسان وإنما تطبيق للقانون ونحن نصوب على تنفيذ القانون وإذا لم يوجد القانون فلم توجد دولة وسيادة الدولة هي القانون . هل هذه أول دورة لكِ في البرلمان ؟ نعم أنا كنت عضو مجلس الولاية في العام 2005م وحتى 2010م ثم نزلت الانتخابات والحمد لله فزت بهذا المقعد . ولكن الحركة الشعبية في الشمال كانت قد قاطعت الانتخابات ؟ الحركة الشعبية في الشمال قاطعت الانتخابات نتيجة التزوير الذي حدث والتزوير لم يبدأ من مرحلة الانتخابات بل بدأ من عملية التعداد السكاني وقد ظهر في عملية التسجيل فلدينا مئة قرية في منطقة الكرمك لم يتم تسجيلها لأن الحكومة اختارت الظروف الطبيعية القاسية للولاية وحددت القيد الزمني للتعداد السكاني وولاية النيل الأزرق لديها فصل خريف ثقيل وتربتها تربة طينية وبعد المناطق يصل لها عبر التراكترات ولكننا رغم ذلك كنا حريصين على القيد الزمني وحتى تتم المشورة الشعبية وفقاً للسقف الزمني الذي وضعت ولكن إخواننا في المؤتمر الوطني ماطلوا في المشورة الشعبية واستفتاء أبيي ومن ثم عجّلوا بالانفصال وقطاع الشمال قاطع التزوير وأنا كنت رئيس لجنة في مرحلة السجل الانتخابي وأعلم بما حدث ولكن نحن في النيل الأزرق لم نقاطع الانتخابات وتحدينا المؤتمر الوطني. ذكرت أن الانتخابات كانت مزورة فكيف إذا حظيت بهذا المقعد ؟ أنا راضية عن نتيجتي لأنني مقتنعة تماماً بأني لم أقم بحالة غش بالإضافة بأن هنالك مناطق في النيل الأزرق مقفولة للحركة الشعبية فقط منها منطقة الكرمك وهي التي أتت بالفرق الشاسع في النتيجة . كم أصبح عددكم في البرلمان كحركة بعد ذهاب الأعضاء الجنوبيين؟ نحن الآن ثمانية أربعة من النيل الأزرق وأربعة من جبال النّوبة بإضافة واحد في مجلس الولايات والحركة الشعبية الآن في الهيئة التشريعية بأكملها تسعة. كيف تنظرون لمستقبلكم بعد ذهاب الحركة الشعبية الأم وانفصالها عنكم؟ - الكل ينظر إلى الجنوب على أنّه الأب الروحي للحركة الشعبية وطبعاً لكل رأيه فمنهم من يرى أنه بذهاب الجنوب ذهبت الحركة الشعبية وانفصال الجنوب لا يعني نهاية الحركة الشعبية فالحركة الشعبية في شمال السودان قائمة وموجودة والدليل على ذلك بعد فك الارتباط بين الكتلة البرلمانية للحركة بين الجنوب والشمال نحن كوّنا الكتلة البرلمانية لنواب الحركة ولكل مهامه بالإضافة الى تكوين هيكلة الحركة في الشمال ولكن وجود الجنوبيين بحكم أن مؤسس الحركة دكتور جون قرنق من الجنوب يرى البعض أن الحركة ما هي إلا جنوبيين ولكن فيها جميع الولايات فالذين سجلوا للحركة شملوا الستة وعشرين ولاية والآن الولايات المتبقية فيها مكاتب وهياكل تابعة للحركة ولدينا سلطتنا وسنُباشر مهامنا وبخطتنا المواكبة والطموحة ونستعد استعداد كاملاً للتداول السلمي للسلطة وسنخوض الانتخابات في العام 2015م . منذ دخول الحركة الشعبية لم يستطيع قطاع الشمال تكوين وتنظيم نفسه بالصورة المتوقعة وعرف بقطاع الصراعات ؟ الرئيس سلفاكير عندما كان رئيساً لم تكن هنالك صراعات ويمكن أن يكون هنالك اختلاف في الرأي واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية بالإضافة لذلك ليس كل من جاء وأعلن ولاءه للحزب فهو موالٍ له وينادي بأهداف الحزب فهنالك الانتهازيون والقادمون من أجل السلطة ومنهم من جاء نتيجة لغبن من حزب آخر فكون أن يخرج البعض من الحركة الشعبية وينتمون لحزب آخر فهذا لا يعني وجود صراعات داخلية أو إن الحركة هي طاردة فهي في تماسك تام والرئيس مالك عقار لا أعتقد أن يكون في تشدد بل ستكون الحركة أكثر جاذبية. هنالك تناقضات بين قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال فمالك عقار يسعى للسلام والوحدة بينما نائبه عبد العزيز الحلو والأمين العام ياسر عرمان يسعون لإشعال الحرب والبعض ينظر لهم أنهم يعادون الشمال وليس الحكومة ؟ إذا كانت تصريحات الرفيق ياسر عرمان بتهديده بقيام الحرب فإنه يقول إذا اقتضت مقتضيات الضرورة القصوى سنلجأ الى الحرب فإذا لم يجد خياراً للسلام فبالتأكيد الناس سيرجعون للمربع الأول هذا فيما يتعلق بياسر عرمان ، أما فيما يتعلق بعبد العزيز فإن القاعدة تقول لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه ما حدث بجبال النوبة نتيجة للاستفزاز والقرار الصادر من السيد رئيس الجمهورية بعدم وجود قوات الحركة الشعبية قبل يوم 9/7 ونزع السلاح فكيف يمكن نزع سلاح من جهات أنت لم تعطها هذا السلاح وهذا السبب الأساسي الذي جعل الحرب تندلع بجبال النوبة وأي قائد ثوري في نفس الموقف سيقوم بما قام به عبد العزيز الحلو لأن هنالك اتفاقية سلام فيها فصل كامل تحدث عن الترتيبات الأمنية والقوات الموجودة الآن لا ينزع منها السلاح لأنّها جاءت وفق اتّفاقية السلام الشامل بأن واحد ونص من قوات الجيش الشعبي وواحد ونص من الحكومة تكون هي قوام القوة أو النواة في المنطقة ذات الخصوصية فكيف يذهب طرف لينزع سلاح الطرف الآخر فهذا سبب اندلاع الحرب بالإضافة الى عدم انصياع قوات جيش الحكومة فيما بينهم في إطاعة الأوامر والتفكك والانفلات الذي حدث في القوات المسلحة هو الذي أدى تأزم الموقف وبدأت الشرارة الأولى وليست الحركة الشعبية وحتى الآن الحركة الشعبية تدافع عن نفسها دفاعاً بسيطاً.