يسمونها «غريقا أم الديار» وعيناً ما شافتها رمدانة، دلالة على جمال طبيعتها الساحرة أثناء فصل الخريف.. إنها مدينة المجلد وأهلها الطيبون وما حولها من العرب السيارة أصحاب الأبقار والمواشي وحياتهم الحل والترحال ما بين الوديان والسهول وشهر رمضان يجيئهم في هذا الحال في تلك الفيافي والوديان. يطلقون عليهم العرب السيارة والمراحيل ديارهم على ظهور ثيرانهم وأماكن نزولهم حياتهم بسيطة كما حياة العرب الأوائل رغم وصول الحضارة والمدنية. ورمضان في حياة هؤلاء بسيط جداً يبدأ بمطلع الفجر وانسحاب آخر خيط لليل وينتهي بغروب شمس ذلك اليوم واختفاء شعاعها خلف عتمة الليل فيحللون حياتهم بجرعات ماء «أزرق» كما يسمونه في أدبهم وتراثهم الثقافي وربما مشروب عرديب أو كركدي حيث تشتهر المنطقة بزراعتهما ومن بعد ذلك يتناولون وجبة العصيدة المصنوعة من الدخن في الغالب أو القمح والتي يصحبها ملاح التقلية الشهير أو صنوه الأشهر ملاح الروب ومن ثم يقيمون صلاتهم.. وهكذا حياتهم في كل الأيام والشهور بسيطة نقية راضية مرضية مطمئنة وغيرهم كذلك في فيافي بلادي من مزارعية ورعاة وقاطني السهول والوديان يصومون رمضان بماء وبضع تمرات وشيء من حليب البقر أو الماعز والضأن وفي القلوب سكينة ورحمة ورضا بما قسم الرحمن!!