هي إحدى القبائل العربية الكبيرة المنتشرة في ربوع السودان الكبير، دخل أسلافهم السودان في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي من البوابة الشمالية والشمالية الغربية مهاجرين من العراق، ويقدر تعداد المهادي حوالي مليون وثلاثة وعشرون ألف نسمة. تفرعت قبيلة المهادي إلى طارة وهم أبناء عون الله وسوط وهم أبناء معين الله وتفرع الطارة والسوط إلى أربعة وأربعين فرع «خشم بيت» والطارة والسوط هما وسمان تتميز بهما بهمائهما، يتميزون بالتدين وحفظ القرآن ويظهر ذلك التميز في تاريخهم المسجل عبر القرون والحقب حتي يومنا هذا موضحاً جلائل أعمالهم ودورهم الدعوي الذي لم يتبدل منذ دخولهم السودان، هي قبيلة أحبت دينها وأهلها ووطنها السودان الحبيب وتكيفت مع قبائل السودان الأخرى، تعطي وتأخذ ما يفيد لصنع الشخصية المهداوية السودانية المؤمنة التي تعي دورها الرسالي في أرض السودان أرض النيلين والجبال والوديان والغابة والصحراء. هي قبيلة دخلت بلاد السودان متخصصة في الدعوة لله تعالى ونشر الدين وسلكت أسلوباً سابقاً لعصره، حيث بنت علاقتها مع قيادة المجتمع وأفراده على الاحترام والصدق ونشر العلم وتعليم القرآن الكريم وتجنبت على طول تاريخها العريق الصراعات مع الآخرين لذا لم يرد اسمها في المحافل العامة والسياسية، بل كانت دائماً تسعى بعلمائها وشيوخها إلى الإصلاح بين الناس ووقف رجالها منذ دخولهم السودان وفي جميع العصور والحقب خلف القادة والمصلحين الذين كان لهم الدور في الدعوة إلى الله ونشر العمارة والأمن في أهل السودان ولعبت دوراً بناءاً من غير سمعة ولا رياء ولا طمع، هي قبيلة واعدة زاهدة وطنية هادئة ينطلق سلوكها من أصالة معدنها وأصولها الشريفة وثقافتها القرآنية العميقة المتجهة إلى حب الخير والإصلاح للحرث والنسل، يشتهر المهادي بالشجاعة والفراسة والانتصارات والحكمة في قيادة الآخرين لخدمة الناس في الخير وبالهدوء وحسن المعشر وعدم الميول للعنف.. فكانوا دعامة لكثير من التغيير في الخارطة السياسية، فهم أساتذة ومعلمون وقد تربى على أيدي فقهائهم كثير من القيادات ووضعوا بصماتهم على مسار التاريخ إصلاحاً وبناءاً لدولة الإسلام في السودان تلك هي مسيرة المهادي عبر التاريخ في بلادهم السودان يؤدون دورهم الرائد والقيادي في مجال الدعوتة والتعليم والجهاد يقودون وينقادون. ظلت قبيلة المهادي تدير شؤونها الداخلية والخارجية عبر مجلس الشورى والأمراء والعمد والمشائخ إلى أن أجمعت قيادات القبيلة وأفرادها أن يقودها الأستاذ/ سليمان تاج الدين عجو كناظر مرشح لها، عاشت القبيلة في مناطق متفرقة في ولايات السودان والانتشار هنا وهناك دفع بهم إلى الانصهار في المجموعات القبيلة الأخرى من أهل السودان. والتحرك الواسع للقبيلة في ربوع السودان ومجتمعاته المختلفة لم يفقد القبيلة تميزها الجغرافي الذي يظهر جلياً في ديارهم الخاصة بهم والمعلومة المتمثلة في أبو عجورة وديتو متصلة لا منفصلة في جنوب دارفور التي تقع جنوب غرب نيالا حوالي 57 كلم التي أسسها جد المهادي محمد ود مصطفى ود مسلم الملقب «ببابا التور» قبل أكثر من ستمائة عام. ومن حيث الرعي ينقسم المهادي إلى أصحاب الأبل وأصحاب الأبقار وينتشرون في جميع ولايات السودان ويتمركزون في دارفور الكبرى من كتم وكبكابية والواحة شمالاً مروراً بأم طجوك وأم دخن ووادي باري وأزوم إلى الجنينة غرباً ومن حوالي ضواحي زالنجي ووادي صالح وتريج والقلابات وجقمة الغربية وعرديبة وجبال كرقو وكأس وأبو عجورة وديتو وبرام وبحر العرب جنوباً وحتى الضعين وودعة شرقاً، وفي غرب كردفان نجدهم في ضليم وخيرصانة وأم عدارة وفي شمالها في الأبيض وتكال كتو والفاوه والبساطه وبني محمد أبو شوره وكباجن والتبلدية حتى تندلتي، وبالنيل الأبيض في الجزيرة أبا وبالنيل الأزرق في أحمررورو وأقدي وبوط، وفي شرق السودان في الفاو وسماسم وأم بروش وبان وفي سنار وهجو البريان والحصيرة، بالإضافة إلى تواجدهم في العاصمة القومية والمدن الكبرى الأخرى. هي القبيلة التي أنجبت عمر آدم محمد رئيس مجلس شورى قبيلة المهادي المعروف بقوميته الواسع والمتسع بأهله الكرام صاحب الأيادي البيضاء والمشهود له برجاحة الرأي والحكمة والدراية، أنجبت البروفيسور الدكتور محمد أحمداي عميد الدراسات العليا، ورجل الأعمال آدم محمد إبراهيم المهداوي الذي سميت عليه محطة المهداوي بالثورة شارع الوادي، ومحمد إبراهيم عمر «جيش» معتمد محلية كبم، وآدم حامد أول عمدة للجزيرة أبا، وصديق النذير بتندلتي، والفاضل إبراهيم أبو مدين مدير معهد سلتي سابقاً، والأستاذ المرحوم عبيد حسب الله عضو مجلس شورى الحركة الإسلامية القومية، وإبراهيم إسحاق إبراهيم الكاتب الراوي الكبير، والدكتور محمد الهادي، والخميني وعمر الحاج وحامد لبن وأبوه السيار وكثر لا يسع المجال لذكر أسمائهم. لقد قصدت أخيراً أن أطلع القارئ والباحث للإلمام بالمعلومة، و إلى كل حادب وشفوق وتواق لمعرفة من هم المهادي؟ الباحث والكاتب والعرِّيف