لم يتوقف رنين هاتفي أمس من المتصلين والمتصلات يناقشونني في زاوية القطط السمان، كلٌ بوجهة نظر مختلفة للقضية، لكنهم جميعاً التقوا واتفقوا على نقطة واحدة هي أن ظاهرة القطط السمان أضحت واضحة وموجودة في كثير من الأحياء، وبعض ممن كانوا فقراء القوم ظهرت عليهم فجأة مظاهر الثراء بعد انتمائهم لجهة معينة أو شغلهم لوظيفة حساسة، وقال لي من اتصلوا على أنهم يثنون على طرحي لمثل هذه المواضيع، وهم يحرضونني ويشدون من أزري للطرق عليها فقلت لبعض من هاتفني اثناء كتابتي لهذه الزاوية انتظروا بكرة لاني سأتحدث عن المثير الكثير الخطر.. وهي من شاكلة الظواهر التي اطلت برأسها ليس من قبيل الصدفة أو خبط عشواء، ولكن مؤكد أن لأصحابها تكتيك وخطة يستهدفونها، وأول هذه الظواهر هي إفصاح البعض عن قراباتهم أو نسبهم مع شخصيات نافذة بعينها، يعني الواحد بمجرد ما يدخل في حديث مهم أو حتى جانبي، يكون حريصاً على أن يعرف اسمه كاملاً حتى يقع في سمعك اسم العائلة الذي يربطه بالشخصية الفلانية، وده معناه هوي يا ناس انا زول (V.I.P) يعني خلوا بالكم من عيونكم مش بقولوا عمرها العين ما بتعلى على الحاجب، خاصة إن كان هذا الشخص يعمل في المرفق الذي يتولاه قريبه فيظل نافخاً اوداجه ومستعرضاً عضلاته، مش هو قريب فلان الفلاني مع العلم بأنه نادر جداً مثل هذه الظواهر في الدول المتقدمة، يعني عمرنا ما سمعنا أنه ود خالة كوندليزا رايس سكرتير أول ولا ثاني في الخارجية، ولم يكن ابن اخت وزير الصحة البريطاني مديراً لمستشفى لندن التخصصي «حلوة دي» ولم نسمع أن شقيق اوباما هو مثلاً مدير بنك نيويورك فرع واشنطن «برضو حلوة دي» لذلك فإن مثل هذه القرابات الشخصية والوظيفية قد تضع من لا يستحق في مكان تستحقه غيره، لكن لا أحد يستطيع أن يقول «بغم» والاسم الثلاثي او الرباعي هو خط التماس الذي لا يستطيع ان يعدي منه أحد حتى لو «بشوت» أحسن من سادمبا، بالمناسبة هناك ظاهرة أكثر خطورة وهي تلميح البعض بأنهم ينتمون لجهات أمنية، وكمان برتب وما سادين أضانا من أنه فلان ده في الأمن مثلاً والغريبة أن بعضهم يجعل التلميح في شكل تصريح لتصل المعلومة، وبالتالي يضمن أن يُعمل له الف حساب. .. في كل الأحوال اعتقد أننا بحاجة الى تطهير مثل هذه الظواهر، إن كنا بالفعل نتحدث عن دولة الحق والعدل. كلمة عزيزة .. بمنتهى الصدق أقول أن برنامج ليالي على النيل فقد البوصلة تماماً وأصبح زي «تفل» الابري المبلول عشر مرات، بدليل أنه ومن حلقاته الخمس وعشرين حتى الآن ليس هناك سوى سهرة أو اثنتين أو قولوا ثلاث على الأكبر بها فكرة وهدف ومضمون لذا يا سادة النيل الأزرق في حاجة الى إعادة نظر في ما تقدمه للمشاهدين في ظل انفتاح على الفضاء لا يقوى على كبح المشاهدة العالية فيه إلا برامج معمولة بدقة واحترافية عالية للأسف أقول إن البرنامج بنمطيته ورتابته القى بظلاله الباهتة حتى على المقدم الناجح سعد الدين حسن، فلم يكن متألقاً وحيوياً كعادته وله العذر في ذلك إن كان يعيد سلق البيض الذي سلقه العام الماضي! كلمة اعز .. عفواً الأخ الزميل الطاهر محمد علي بصحيفة الرائد إن ذكرت اسم الوالد خطأ فجاء الطاهر ابراهيم في سياق حديثي عن سهرتنا بالفضائية السودانية والخطأ جاء سهواً ليس عن جهل، ولكن اخي الطاهر مرات الزهايمر بكون شغال!