ان كنا ننحاز وندافع عن هذا الجيل من الشباب ونفخر بالانتماء اليه فهذا لا يعنى مطلقاً اننا لا نملك الشجاعه لنتحدث معهم عبر الهواء الطلق حديثاً يحمل نقداً ذاتياً لتجربتنا كجيل يجب ان يكون له دور بارز فى كل مناحى الثقافة والفنون والابداع بكافة اشكاله وانواعه المختلفة. دعونا نتجاوز المقدمات لنطرح سؤالاً صريحاً على ابناء جيلنا قد يبدو بسيطاً فى شكله الا انه مهم فى مضمونه وهو،ماذا فعل هذا الجيل من الفنانين والشعراء والمبدعين الشباب عبر مشوارهم الفنى للوطن؟؟،او بعبارة اخرى هل انتفع الوطن من ابداع هذا الجيل من الشباب؟؟. ان كنا صادقين مع انفسنا فيجب علينا ان نعترف وبدون (مكابره) اننا مقصرين تجاه وطننا،وعلينا ان نقول بان هذا الجيل من الفنانين الشباب مثلاً ورغم جمهورهم العريض الذى يمكن ان يؤثروا فيه من مختلف الاعمار الا ان تجاربهم الفنية ناقصة وتفتقد الى اهم الاهداف التى يجب ان تحققها الفنون والموسيقى وهى الاغنيات التى تعزز الانتماء الى الوطن واقصد الاغنيات الوطنيه تحديداً فنحن لم نسمع او نقرأ خبراً لفنان شاب قد فرغ من بروفات او تسجيل اغنيةً وطنية يمكن للناس ان يحفظوها على غرار الكثير من الاغنيات الخالدات والتى تغنى بها كبار الفنانين لابناء جيلهم فى ذلك الوقت وهذا اذ يدل انما يدل على ان دور (الفنانين الشباب) فى تعزيز حب الوطن غائب تماماً،ويدل ايضاً على ان توثيق حقب التاريخ الوطني المختلفة لايجد اهتماماً من قبل هذا الجيل من الفنانين الذين نراهم قصروا فى حق الوطن اولاً،وحق انفسهم كفنانين يسعون الى وضع بصمتهم على تاريخ الغناء فى السودان،وهضموا حقنا كجيل يجب ان تكون له اغنيات تحكى عن حقبته،وتعبر عن حبه لوطنه،ذلك الحب الذى يجب علينا ان نورثه لاجيال ستأتى من بعدنا. لا يجب على هذا الجيل من الشباب ان ينكر بان الكثير من مشاعر الحب التى نحملها تجاه وطننا الحبيب عرفنا بذرتها الاولى بدواخلنا عبر روائع الاغنيات التى تغنى بها كبارنا فى ايام الزمن الجميل عندما كانوا شباباً،ولا ننكر اننا مازلنا الى الان نعتمد على ذلك الارث العظيم من اغنياتهم مثل (انا سودانى)و(صه ياكنار)و(ياغريب يلا لبلدك)و(ياقمر دورين)و(وطن الجدود)و(يابلدى يابلد احبابى) و(جدودنا زمان )وغيرها من الروائع الوطنيه التى تغنى بها الكثير من الفنانين امثال الاساتذة محمد وردى والعطبراوى ومحمد الامين ومصطفى سيداحمد وغيرهم الكثيرين،وفى المقابل فان هذا الجيل من الفنانين الشباب لم يقم بدوره ليستمر هذا التواصل فى التغنى لتعزيز الانتماء وحب الوطن من خلال الاغنيات الوطنية. فى اعتقادى المتواضع وانا احد ابناء هذا الجيل ان أهم اسباب هذا التقصير تجاه الاغنية الوطنية من قبل الفنانين الشباب هو طموح الكثير منهم (المحدود جداً) حيث ان الكثيرون منهم يغنون من اجل الكسب المادى والشهره وتأمين مستقبلهم الشخصى،ويتناسون بقصد او بدون قصد ان رسالة الفن اثمن وأعظم لذلك نجد ان معظم الفنانين الشباب لم يحسنوا استغلال ابداعهم وحب الناس لفنهم ووصولهم الي هذا النجاح وشهرتهم وغيرها من العوامل لصالح وطنهم واهلهم وهم من اعطوهم الحب والتشجيع،ولم يفكروا برد الدين الى وطنهم عبر ترديد اغنيات وطنيه نحن احوج مانكون اليها فى هذا التوقيت بالذات ليس بسبب الاحداث السياسيه المتلاحقه فحسب ولكن لقناعتنا بان الشعور بالانتماء الى الوطن بداخل الكثير من الناس وتحديداً الشباب بدأ ينعدم تماماً وسيحاسبنا التاريخ مستقبلاً ماذا فعلنا نحن ابناء هذا الجيل بابداعنا الفنى والموسيقى للوطن .