استغربت وتعجبت من الأخ الأستاذ عمر الجزلي، وهو يحاول أن يسوق ويدفع الفنانين مجذوب أونسه، ونجم الدين الفاضل لهجوم كاسح على جيل الفنانين الشباب، وذلك من خلال البرنامج الذي قدمه على فضائية الخرطوم بعنوان «عزيز انت يا وطني» بل أن الجزلي ظل يردد وطوال الخمس دقائق الأخيرة للبرنامج أن الجيل الحالي من الفنانين «ما معناه» ليس به تميز إلا من رحم ربي، وظل يجري المقارنات ما بين هذا الجيل وجيل بازرعة، وإسماعيل حسن، ولعليّ دائماً ما تستفزني مثل هذه المقارنات، باعتبار أن هذا الجيل رضينا أم أبينا هو جيل مجني عليه، ودعوني بالله أقارن ما بين الظرف الوقتي الذي عاشه حسين بازرعة، والظرف الوقتي الذي يعيشه الشباب في الألفية الثالثة، وهم يعانون العطالة والبطالة، وتكسر مجاديف الأحلام، والحنق والضيق من واقع اقتصادي سيئ، وضباب رؤية سياسية لوطن ابتلاه الله بأمثال عرمان وعقار والحلو، وغيرهم ممن ينخر كالسوس في «عضم» البلد سياسياً واقتصادياً، وبعد ده نطالب الشباب بأن يكون (فائق ورايق) ليأتيه وحي الكلمات ملاكاً أجنحته وردية الألوان، والواقع أسود من «قرن الخرنوب»، لذلك تستفزني جداً مثل هذه المحاكمات التي يجريها بعض كبار الإعلاميين في مثل هذه البرامج، ليحكموا على التجربة من وجهة نظرهم الخاصة، وإن كنت قد احترمت جداً حديث الفنان نجم الدين الفاضل الذي «تملص» من قبضة الجزلي وقال.. إن شباب هذا الجيل ليس محظوظاً باعتبار أن هناك حلقة وصل مفقودة بينه وبين الأجيال السابقة له، وضرب مثلاً في كيف كانت له علاقة أسرية ممتدة مع الراحل المقيم العميد أحمد المصطفى، وأحسب أن هذا الجيل مظلوم ومغبون من الهجوم الذي يتعرض له من كبار الفنانين، وأغلبه بالمدفعية الثقيلة!! في كل الأحوال لم يكن الجزلي عادلاً وهو يتبنى وجهة نظره الخاصة ليجعلها توصيات تخرج بها سهرته مع أونسة والفاضل، وليته استضاف واحداً من الشباب ليجعله رمانة الميزان ما بين كفتي أونسة ونجم الدين، وبعدها الحكم للمستمع والمشاهد، وليس لمقدم البرنامج.. على فكرة وبمناسبة مقدم البرنامج دي خلوني اسأل بعض المذيعات لماذا هن حريصات على الظهور في الشاشة حتى ولو على حساب المنتج الذي يقدمنه؟ وعشان ما يكون كلامي ساي دعوني اسأل إيناس محمد أحمد عن فلسفتها في أن تقدم برنامجاً «كأولاد السوق»، والذي استضافت فيه بعض التجار للحديث عن المال وشفافية السوق، في حوار غير جاذب وممل، وهي صاحبة تجربة تفوق العشرين عاماً، وهي من مُنحت الفرصة لتقدم برامج مهمة ومؤثرة، كان آخرها حزمة ضوء، ماذا لو أنها لم تطل خلال العيد واحتجبت إن كان ذلك من أجل أن تقدم ما يستحق المشاهدة والمتابعة، لكن من يقنع من بأن البغلة في الأبريق؟ كلمة عزيزة رغم أن خبيرتي التجميل اللتان قدمتا سهرة مع خبيرات التجميل على شاشة النيل الأزرق، لا علاقة لهن بالتقديم التلفزيوني، إلا أن الحسنة الوحيدة في هذه السهرة هي إطلالة البنت الفنانة نسرين الهندي صاحبة الصوت المتفرد والأداء الأنيق، والتي أكدت أنها لو وجدت الفرصة التي وجدتها ريماز مثلاً لكان لها شأن آخر، وإن كنت أهمس في أذنها أن لابد لها من تكوين شخصيتها الخاصة بأعمالها الخاصة!! كلمة أعز دعوني أصفق باعجاب للشاعر الشاب نصر الدين عبد العزيز المعروف «بطراده» صاحب أغنية القطار لأحمد الصادق، ومن قال يا نصر الدين انك طراده انت والله الأخضر أبو صلعة البنصرف في أي مكان!!