ü انجلى غبار المعركة التي فجرتها الحركة الشعبية ليل الخميس- صباح الجمعة الماضيين في الدمازين لاحتلال ولاية النيل الأزرق. وعادت أعداد كبيرة من الأسر التي فرت من المدينة إلى منازلها، فيما زاولت الأسواق نشاطها، حيث دخلت المدينة أمس أعداد كبيرة من السيارات محملة بالأغذية. وبدت بعض الحقائق تتكشف بعد أن ضبطت القوات المسلحة وثائق تتعلق بمخطط ضرب الدمازين واحتلال الولاية. ü وحصلت «آخر لحظة» على تفاصيل عملية تسرب القيادات السياسية والعسكرية للحركة الشعبية بزعامة مالك عقار من الدمازين إلى الكرمك. حيث طلب منهم- طبقاً لمصادر موثوقة- الذهاب إلى الكرمك لعقد اجتماع مهم، بجانب أداء الوزراء الجدد القسم هناك. وذكرت المصادر أن بعض قيادات الحركة شككوا في عملية اجتماع الكرمك ورفضوا الذهاب. أما الذين توجهوا إلى الكرمك فكانوا لا يعلمون شيئاً عن أجندة الاجتماع وأنهم عندما علموا باندلاع الاشتباكات في الدمازين، بدأ البعض يفكر في العودة لكنهم الآن أشبه بالرهائن لدى الحركة في الكرمك. مقتل بندر وإصابة عقار: كشفت معلومات حصلت عليها «آخر لحظة» عن خلاف بين مالك عقار ونائبه العقيد علي بندر السيسي الملقب ب«مرفعين الليل» عقب فشل مخطط حريق الدمازين، وقالت المصادر إن مشادة حدثت بين عقار وبندر اتهم فيها الأول الثاني بإشعال النيران قبل ساعة الصفر. مما حدا ببندر تصويب مسدسه نحو عقار وإصابته في رجله وقد رد عليه حرس عقار وأرداه قتيلاً.. لكن هناك رواية أخرى تقول إن بندر تم اعتقاله في الكرمك حيث اتهمه عقار بالعمل لصالح المؤتمر الوطني. جولة (آخر لحظة): قامت آخر لحظة بجولة واسعة داخل الأسواق بمدينة الدمازين والمحال التجارية والسوق الشعبي.. وشهدت عودة الحياة إلى طبيعتها وقيام المواطنين بالتسوق والعمل بمحلاتهم بجانب حركة المرور والمواصلات السفرية من الدمازين إلى الخرطوم والمناطق داخل النيل الأزرق والولايات الأخرى. وقال عدد من التجار وأصحاب المخابز إن الأحداث التي وقعت كانت متوقعة منذ فترة من خلال تصريحات مالك عقار والتهديد والوعيد لحكومة المركز فضلاً عن الممارسات الاستفزازية التي يقوم بها أفراد الجيش الشعبي بالمدينة، إلا أنهم الآن يستبشرون خيراً برغم نزوح الكثير من المواطنين لأنهم في السابق كانت حياتهم صعبة وغير مطمئنين على محالهم التجارية وأنفسهم وأسرهم، مشيرين إلى أن الأسواق فتحت بصورة رسمية والمواطنون يتسوقون ويواصلون أعمالهم كما كان في السابق. كلام عقار ما فيهو هظار: ضبطت الأجهزة الأمنية بالدمازين بمنزل مالك عقار عدداً كبيراً من الوثائق واستمارة لعضوية الحركة الشعبية، بجانب رخصة القيادة لمالك عقار.. والعديد من المستندات وكلها تم عرضها في معرض بقيادة الغرفة.. واللافت للنظر أن من بين هذه المستندات خبراً لعقار في لقاء تنويري قدمه للأحزاب السياسية ورجال الإدارة الأهلية والمكوك والمثقفين بمركز مالك الثقافي بأنه أوصد الباب أمام مقابلته للرئيس البشير وأقر بفشل محادثات أديس أبابا ووصف الأوضاع في جنوب كردفان بالخطيرة وأنها ستجر السودان إلى الهاوية. تنسيق بين القوات النظامية: هناك تعاون كبير وتنسيق بين الأجهزة الرسمية المتمثلة في الجيش والشرطة والأمن لحماية المدينة والولاية عامة.. وأشاد المواطنون بهذه الجهود المبذولة من قبل القوات، وأكدوا أنهم سيقفون معها جنباً في كل المواقف. الأوضاع عادت إلى طبيعتها: وأعلن اللواء الركن يحيى محمد خير الحاكم العسكري لولاية النيل الأزرق المكلف استقرار الوضع الأمني في الولاية بعد أن حسمت القوات المسلحة التمرد، وقال إن الأوضاع عادت إلى طبيعتها وأصبحت مدينة الدمازين خالية من أي تمرد. ومن جانبه قال نائب الحاكم آدم أبكر إن محليات الولاية ال«6» تحت سيطرة القوات المسلحة ما عدا منطقة الكرمك ومنطقة اندرو.. ونفى الحاكم العسكري وجود خسائر بشرية جراء الأحداث، وقال إن الخسائر في القوات المسلحة لا تذكر وإن حسمها السريع للمؤامرة قلل من الخسائر وهو وضع يختلف عن ولاية جنوب كردفان. ü اشادة بحكومة الجزيرة وسنار: أشادت حكومة النيل الأزرق وحاكمها والقيادات السياسية بالمركز والمواطنون بالجهود المبذولة من قبل والي سنار المهندس أحمد عباس والبروفيسور الزبير بشير طه والي الجزيرة وقيامهم بإيواء النازحين من الدمازين في توفير الأمن والحماية لهم.. وظل الولاة ليل نهار يتابعون كافة الأوضاع للنازحين، الصحية والأمنية والغذائية.. ورفض الولاة قيام أي خيمة أو معسكرات لإيواء النازحين حتى لا تستخدمه الحركة الشعبية والمنظمات الأجنبية لتحقيق أجندتها الخاصة، وذريعة للتدخلات الأجنبية في المنطقة. ü عقار يخشى قائد الفرقة: وقال مصدر ل«آخر لحظة» إن مالك عقار كان دائماً يخشى ويتحاشى اللواء يحيى مدثر قائد الفرقة الرابعة مشاة.. ولا يستطيع أن يواجهه في القرارات التي يصدرها ضد القوات المسلحة.. وإنه كان دائماً يحرص بأن لا يدخل في أية احتكاكات معه..