سجلت صحيفة «آخر لحظة» زيارة خاصة لمنزل الأديب والروائي العالمي الطيب صالح بمسقط رأسه بالولاية الشمالية بقرية «كرمكول» التي ولد فيها في العام 1929م، والتقينا بعدد من جيرانه ومن عايشوا أيامه بالمنطقة، لنسلط الضوء على بعض ما لا يعرفه الناس عن الطيب صالح في نشأته، أبان فترة طفولته الأولى فكشفوا الكثير منها. وفي البداية تجولنا داخل منزل الطيب صالح بكرمكول الذي يعتبر من أعرق المنازل بالمنطقة، ولكنه الآن (خالي ومغلق) ولا يزوره إلا الأجانب وضيوف المنطقة من السودان وخارجه، وذلك لأن أسرة الطيب صالح مستقرة في لندن وشقيقه مولانا بشير أحمد صالح مستقر في الامارات، وبالقرب من منزله تقطن شقيقته والدة الأستاذ رمضان أحمد السيد. وقال العم يس محمد عبد الرحمن أحد أعيان المنطقة ل«آخر لحظة» إن الطيب صالح نشأ في حي «بركة» بكرمكول، وكان يفضل الجلوس تحت الشجر أكثر من المنازل، وكان متفوقاً في دراسته منذ مراحله الأولية، وكان متواضعاً لدرجة بعيدة، وبشوش الطلة، ويفضل الهدوء دائماً، ولم يمارس في المنطقة أي نوع من أنواع الرياضة وكل همه تمثل في التحصيل العلمي، لكنه كان يشاهد بعض مباريات كرة القدم.. وبعد أن انتقل إلى الخرطوم ومنها إلى لندن كانت زياراته إلى كرمكول محدودة- حسب ظروف عمله- ولكن اسم المنطقة كان حاضراً في كتاباته خاصة «دومة ود حامد»، وقبل وفاته وعد بزيارة المنطقة ولكن وافته المنية. وقال العم يس: إن هناك سعياً حثيثاً من أهل المنطقة لتخليد ذكرى الطيب صالح فيها، من خلال انشاء مركز صحي بالمنطقة يحمل اسمه، وشارع زلط يربط بين الدبة وكرمكول باسمه أيضاً، هذا بالإضافة إلى تعمير داره لتكون قبلة ومعلماً بارزاً للمدينة. وذكر عدد من الأهالي ل«آخر لحظة» بأن هناك عدداً من الأسر بالمنطقة اطلقت اسم الطيب صالح على أبنائها تيمناً وإعجاباً به. والجدير بالذكر أن الأديب والروائي العالمي الطيب صالح عمل بعدة مناصب منها التدريس، والإذاعة البريطانية بلندن، واليونسكو وغيرها، وأصدر عدداً من المؤلفات منها «عرس الزين، موسم الهجرة الى الشمال، مريود، ضو البيت، نخلة على الجدول، دومة ود حامد». وامتازت جميعها بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية، ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات، ساهم بذلك في تطوير بناء الرواية العربية، ودفعها إلى آفاق جديدة. ويظل الطيب صالح واحداً من أهم رموز العمل الإبداعي العالمي وليس السودان وكرمكول فحسب.. رحمه الله..