أكد الأستاذ أحمد عبد الشافع نائب رئيس حركة التحرير والعدالة رئيس وفد المقدمة أن اتفاق الدوحة شامل لأهل دارفور، ومعطياته التي أفرزتها بنود الاتفاقية تحقق سلاماً شاملاً ومستداماً مشيراً إلى تخطيها التجارب السابقة .. وقال في حوار مطول أجرته معه (آخر لحظة) بمقر إقامته بفندق ريجنسي «المريديان» سابقاً إن الحركة ستسعى إلى تشكيل المستقبل السياسي الشعبي السوداني مؤكداً على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لتجاوز الضائقة المعيشية التي يعيشها النّاس. وكشف عبد الشافع عن استحقاقات وحقوق شاملة لأهل السودان وبصفة خاصة المتضررين من نازح ولاجيء. أحمد عبد الشافع من مواليد زالنجي درس بها كافة المراحل التعليمية وتخرج في جامعة جوبا وكان أحد مؤسسي حركة تحرير السودان وتقلد بها كثيراً من المواقع السياسية والعسكرية مع عبد الواحد نور وعند اختلافهم توجه إلى تكوين وحدة جوبا ثم توحد مع الحركات بالتحرير والعدالة.. وفيما يلي النص الكامل للحوار : ماذا يحمل عبد الشافع في حقيبته؟ أحمل الكثير من الأجندة، بدءًا شكر لكل الشعب السوداني خاصة أهلنا في دارفور وشكر للإعلاميين لما بذلوه من جهد، ثم نحمل التأكيد على المشاركة وتنفيذ اتفاق الدوحة والانتقال الى كافة المسارح بالتنسيق مع الجانب الحكومي للترتيب والتشاور وعقدنا أربعة اجتماعات رسمية، و في تقديري أنها كانت مثمرة وخلصنا إلى ضرورة تكوين لجنة مشتركة لمتابعة إطلاق سراح السجناء والمعتقلين في قضية دارفور وناقشنا بقية القضايا المتعلقة بسلام الدوحة كما نعتزم الجلوس مع كافة ألوان المجتمع المدني والمرأة والنازحين مع العلم بوجود نازحين داخل الخرطوم، وجئنا للتبشير باتّفاق الدوحة وضرورة إنفاذه، كما بدأنا في الجلوس مع القوى السياسية إيماناً بأن السودان ومستقبله المشرق لن يتم إلا بهم، حين بدأنا بحزب المؤتمر الشعبي وجلسنا مع د. الترابي بمنزله وعبّر عن سعادته بهذا اللقاء وتناولنا عدة محاور، اتفقنا على دعم الاتفاق، كما استمعنا لوجهة نظرهم في عدد من القضايا منها الحريات العامة وتم التأكيد على إتاحة الحريات ورفع قيود العمل السياسي وحرية الصحافة لأهمية الدور الذي تلعبه، كما أننا سنذهب إلى دارفور بعد 4 أيام لزيارة الولايات الثلاث لنلتقي بأهلنا والمسؤولين للوقوف على طبيعة وحقيقة الوضع نحمل ذلك إلى الخرطوم، ثمّ سنستقبل رئيس الحركة الذي من المتوقع وصوله نهاية الشهر. كانت هناك تجارب سابقة لسلام دارفور ابتداء من أبشي إلى أبوجا وأنهارت كلها.. ماهي ضمانات نجاح واستمرار اتفاق الدوحة؟ ضماننا للاتفاق هو الطريقة التي تمت بها الاتفاقية، لأنها ملك عام للشعب السوداني عامة ودارفور خاصة، ولا توجد فرصة لعدم تنفيذ الاتفاق لأن عدم التنفيذ يعني الكثير، لأن أهل دارفور الشركاء وأهل المصلحة، كما أن الاتفاق والعقد الذي تمّ بيننا والحكومة كان للمصلحة العامة ولا أجد ضرورة لإعاقة مكتسبات شعب، والشعب لن يقبل بمن يضر بمكتسباته، وللاتفاق آلية للتنفيذ وهي عبارة عن عدد من الدول الأوربية والعربية في مقدمتها الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، كما أن الأمين العام للأمم المتحدة هو من قام بصياغة الاتفاق وعرضه على كل الدول. إذاً هو اتفاق لكل الشعب السوداني وعدم تنفيذه سيجعل الناس يبرزون عدداً من الكروت منها التهميش. ماهي تحديداً مكتسبات اتفاق الدوحة وهل تلبي طموحات أهل دارفور في تقديرك؟ المكتسبات هي وضع حد للحرب وحقن الدماء، لأن المورد المهم هو شعب السودان، وهذا هو المكسب الأكبر، وأن نتيح حق الحياة لأهل دارفور الذين يعانون من العنف في الإقليم لأن لديهم الحق في كل متطلبات الحياة من صحة وتعليم وغيره، والاستقرار سيساهم كثيراً على المستوى القومي. أما فيما يخص دارفور فأهلها سيمارسون إدارة شأنهم بأنفسهم وتأسيس السلطة في إقليمهم ويكونوا مسؤولين عن تنميتهم وتغيير حياتهم، فالاتفاقية راعت كل هذه المكتسبات، وإسهامنا على المستوى القومي سيكون في المشاركة في صياغة المستقبل الدستوري. ü هل هناك «بشارة» وحقوق واضحة للنازحين واللاجئين؟ أبشر النازحين بالاتفاق لأنه لهم وحدهم ونحن في الحركة على أتم الاستعداد لخدمة أهلنا وسنستخدم كافة خبراتنا وعلاقاتنا الخارجية لتأمين وضع دارفور وتطلعات أهلها، وهذا سيكون من خلال أهل دارفور لأنهم شركاء. بعد توقيع سلام الدوحة نشطت الحركات المسلحة.. وتم اتفاق كاودا.. كيف تنظر لذلك؟ الاتفاقية شاملة ومصير الوطن ومستقبل الشعب ليس رهيناً بموقف تنظيم أو حركة وإنما يقرره الشعب نفسه، إذا أراد أهل دارفور إنهاء الحرب والموت فهذا يعني أنهم يحتاجون لعودة الحياة إلى طبيعتها، أعتقد أن اتفاق كاودا لن يجد مساندة، إلا إذا قال شعب دارفور لا نريد سلاماً، وفي حالة إنهاء الحرب سننقل ونمهد المسرح لمستقبل بفرص متساوية لأهل دارفور. حضرت في ظروف ومعطيات متعددة في الواقع المعاش كيف تنظرون للدفع السياسي الراهن؟ السودان لديه قوى سياسية فاعلة ويجب أن تحدد ماذا تريد وماهي خطتها، بعد ذلك سيحدد الشعب. نحن في الحركة ووفد المقدمة جئنا في ظروف صعبة، وبعد هذا الاتفاق اعتقدنا أننا أسدلنا الستار في واحدة من الجبهات لكن بدأت جهة أخرى وهي النيل الأزرق ونحن ضد الحرب في أي موقع من السودان لذلك عند اجتماعنا بالمؤتمر الوطني أكدنا على ضرورة العودة فوراً إلى طاولة المباحثات لايجاد حل لهذه الأزمة، العودة للمباحثات ستكون انتصاراً لكل الشعب السوداني. يقول البعض لا يوجد مهدد حقيقي للحكومة.. قوة سياسية أو مسلحة وإنما المهدد الحقيقي هو الجوع والضائقة المعيشية ماهو تعليقك؟ توجد مسببات للضائقة المعيشية، إذا وظفت موارد البلاد جيداً يمكن حل المشكلة خاصة وأن السودان يزخر بموارد كثيرة أكثرها الموارد البشرية وللأسف إن تلك الموارد وظفت للحرب ليس للإنتاج، كذلك قضايا الفساد إذا تمت معالجتها ومحاسبة المفسدين لن يعاني الشعب كثيراً خاصة إذا وجدت رقابة دقيقة، لاحظنا بعد الانفصال تراجع نسبة السكان وبهذا إذا تم الترتيب جيداً سنتجاوز هذه الفترة والضائقة المعيشية.