غيب الموت مساء أمس الأول الشاعر الكبير الأستاذ الجيلي محمد صالح الذي يعد من مؤسسي الأغنية السودانية عبر كلمات ساقها شعراً وتغنى بها كبار الفنانين، ومنها رائعته «ماضي الذكريات» الفنان عثمان مصطفي وأغنية كفاية التي تغنى بها الراحل المقيم عثمان حسين أغنية توبة التي كانت أيضاً من نصيب أحد رموز الأغنية السودانية وفنان أفريقيا الأول الأستاذ محمد وردي.. الجيل ترك بصمة واضحة وأغنيات ما زال يطرب لها الصغير قبل الكبير. «آخر لحظة» كانت داخل سرادق العزاء بمنزل الراحل بأركويت وكان الحزن والدموع سيدا الموقف هناك. فالجميع كانت نبراتهم حزينة وفي لحظات سارقة التقينا بابنه المهندس عمر الجيلي، حيث قال والدموع تفيض حزناً على فقد والده: كان والدي بمثابة الأخ والأب.. فيما جاء حديث السفير عبد المحمود عبد الحليم ابن عم الراحل الجيلي والذي كانت عيناه تملأهما الدموع: الفقد كبير ولا يعوض فالجيلي أديب وشاعر رفد الوجدان السوداني ومسيرة الغناء في السودان بأعمال مختلفة ما زال إيقاعها يصدح إلى اليوم، كما أنه كان مهموماً بقضايا الشعراء وكان مثل حامل المسك في المنتديات والملتقيات الشعرية وستظل بصمته واضحة وسنعمل على أن ترى دواوين الجيلي النور وهي أعداد مأهولة، فهو لم يكن شاعراً وأديباً فقط، وإنما هو أيضاً مؤرخ أدبي وفني لحركة الإبداع في السودان، ولديه كتابات بخط يده عن مسيرة الفن.. وأضاف عبد المحمود بعبارات ساخطة وبأسف أنه طوال عمر الجيلي المديد لم يكرم رسمياً ولكن سرعان ما صبر نفسه بعبارة أن الراحل كان يُكرم يومياً من قبل معجبيه وجماهيره، وختم حديثه بأن الجيلي هو رسالة ممتدة وعبركم أنقل التعازي لجمهوره الممتد داخل وخارج البلاد». الجدير بالذكر أنه كان من ضمن المعزيين البروفيسور علي شمو والدكتور عبد القادر سالم والأستاذ محمد يوسف موسى والأستاذ معتصم فضل والأستاذ عبادي محجوب بجانب عدد من الشعراء والفنانين.