نص كلمة د. مصطفى عثمان اسماعيل في مؤتمر الإستثمار المنعقد ببيروت يطيب لي في هذا اليوم الطيب المبارك أن أحيي دولة لبنان الفتية حكومة وشعبًا ورجال أعمال تحت قيادة سعادة الرئيس ميشيل سليمان وسعادة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وأرجو أن أنقل لكم تحيات أخيه فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان. إننا في السودان إخوتي الكرام نولي اهتماماً خاصاً بهذا الملتقى الاستثماري مع لبنان الشقيقة إذ ندرك أننا نؤسس لشراكة اقتصادية مع شعب عريق صاحب حضارة ضاربة في القدم وعميقة الجذور نشر أبناؤه معارف التجارة والاقتصاد والاستثمار في أرجاء عديدة من المعمورة وحمل كل طائر مهاجر منهم الحضارة والمدنية ويزيد من عزمنا أننا نضع اليوم من خلال الملتقى أسساً لعلاقة اقتصادية متميزة مع بلد قوي وصامد لم تفتت عضده المؤامرات والدسائس رغم الإمكانات المادية الهائلة التي يمتلكها المتآمرون الذين حاولوا عبثاً تمزيق هذا البلد المتوثّب دوماً للانطلاق نحو آفاق رحبة حتى لا تكون لبنان نموذجاً للتعايش ومثالاً لمجتمع الرفاه ولكن هيهات فقد تجاوز شعب لبنان بوعيه السياسي المحنة والمؤامرة ونحن في السودان نتفهم أكثر من غيرنا عظمة ما أنجزه شعب لبنان بهذا الصمود فقد تكالبت علينا أيضاً قوى شريرة عملت وتعمل على تمزيق السودان فدفعنا عن وطننا الغالي هجمات الشر والفتنة والبغي وها نحن نجلس سوياً مع أشقائنا في لبنان لوضع أسس للاستثمار دليلاً على أن القوى الاستعمارية لم تعطلنا عن بناء مرتكزات الدولة الحديثة في أوطاننا ومن أهمها الاستثمار المحرك الرئيسي للنمو والتنمية والذي نعقد من أجله هذا الملتقى المحوري. الإخوة الكرام .. أخواتي الكرام تعلمون أن العلاقات التاريخية التي تربط بين السودان ولبنان قد شهدت تطورًا ملحوظًا ومضطردًا على مر السنين وفي كافة المجالات الشيء الذي أكسبها صفة التميز والتفرد خاصة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية ففي الجانب التجاري بلغ حجم التبادل 35 مليون دولار في العام 2010 وهذا بالطبع لا يرقى إلى طموحات البلدين في ترقيته وزيادته حتى يصل إلى غاياته المنشودة بمشيئة الله هذا الأمر يتطلب منا أن نبذل مزيداً من الجهد والعمل الجاد لإزالة العقبات وتقديم التسهيلات وتفعيل الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين البلدين ومن أهمها اتّفاقية تنشيط وحماية الاستثمارات المتبادلة لسنة 2007م. أما في الجانب الاستثماري فلابد من شراكة اقتصادية واستثمارية بين السودان ولبنان تقوم على الموارد الطبيعية الهائلة التي يتمتع بها السودان وضخامة السوق السوداني (ثلاثون مليون نسمة) ويقابل ذلك رأس المال اللبناني المدعوم بالخبرة والتقنية والممارسة والعلم والمعرفة في مجال الأعمال وإدارتها والتي أصبحت تمثل السمة الغالبة والمميزة لرجال الأعمال اللبنانيين وهذا التكامل وهذه الشراكة الذكية أفضت إلى تدفق المستثمرين اللبنانيين للاستثمار في السودان ذو الجدوى الاقتصادية العالية والعائد المقدر على الاستثمار وذلك في مختلف المجالات خاصة ذات الاهتمام اللبناني كالفنادق والمطاعم السياحية والمصارف والزراعة والصناعات التحويلية والصناعات الدوائية والاستثمار العقاري والتعدين. إخواتي الكرام .. أخواني الكرام السودان شهد في السنوات الأخيرة وخلال عهد حكومة الإنقاذ الوطني تطورًا ونمواً اقتصادياً لا تخطئه العين والذي بلغ في المتوسط 7٪ خلال الفترة من 2000 إلى 2010 في الناتج الإجمالي المحلي الأمر الذي أدى إلى تحسن ملحوظ في المؤشرات الاقتصادية وفي نهاية الأمر تهيئة بيئة الاستثمار في السودان. إن دولتنا في أعلى مستوياتها تولي الاستثمار أهمية قصوى في التخطيط الإستراتيجي القومي لذلك كان قيام المجلس الأعلى للاستثمار برئاسة فخامة السيد رئيس الجمهورية ومقرره مستشار الرئيس وعضوية الولاة ووزراء القطاع الاقتصادي بغرض تنسيق الأدوار وإزالة كافة العقبات التي تعترض مسار الاستثمار هذا بالإضافة إلى إنشاء لجنة عليا لتطوير القطاع الزراعي برئاسة سعادة السيد نائب رئيس الجمهورية. إخواتي الكرام . أخواتي الكرام هذا الملتقى المهم كان بتوجيه ومباركة من الإرادة السياسية في البلدين الشقيقين لذلك اكتسب أهمية بالغة إعداداً وتنظيمًا حتى يحقق الأهداف والمرامي المرجوة والتي من أهمها الدخول في مشروعات استثمارية واقتصادية جاهزة قوامها المنفعة المتبادلة وشعارها التكامل الاقتصادي القويم وهذا الأمر يستدعي التصويب نحو مشروعات معينة تطرح من الجانب السوداني على أن تتوافق مع اهتمامات وإمكانات المستثمر اللبناني وبالتالي يمكن لهذا الملتقى أن يرى النور بمخرجات ترضي طموح البلدين كما نأمل أن يتم من خلال هذا الملتقى بناء علاقات متينة وتواصل وتعاون مشترك بين كل من القطاع الخاص السوداني واللبناني لأنهما يمثلان رأس الرمح في دفع العمل الاستثماري والاقتصادي بين البلدين وهذا ما دفعنا لمشاركة مقدرة من رجال الأعمال السودانيين برئاسة السيد رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني لقناعتنا التامة بضرورة ريادة القطاع الخاص للاقتصاد في السودان. ختاماً الشكر والتقدير والثناء لدولة لبنان لاستضافتها لهذا الملتقى وأخص بالشكر فخامة الرئيس ميشيل سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي وراعي الملتقى كما الشكر موصول لكل الذين قاموا على أمر هذا الملتقى مع أمنياتي بالتوفيق والسداد لفعالياته وما يقدم فيه من أوراق عمل وتجارب قائمة ومعرض مصاحب.