ولسان حالنا (يوسف أيها الصديق) أفتنا في محلية كانت تقود المسيرة وأضحت سيرة.. جاءنا الرد عملياً.. قبل أن يصل صوتنا.. وأثلج صدرنا ما شاهدنا وسمعنا.. هنا في هذه المحلية ذات الموارد الشحيحة رغم أنها تضم بين ضلوعها أكبر المدن الصناعية في البلاد.. جاءنا الرد مصارف وإستعداداً لجيوش البعوض القادمة.. لا حديثاً في أجهزة الإعلام.. ولا عبارات معسولة تبعث الخدر في أوصالنا.. كان عملاً على أرض الواقع لا نظرية (الكلام بالمجان).. فالأمر غير الذي ألفنا من حديث معسول من السادة المعتمدين، يبشروننا فيه باستعدادهم التام لموسم النعمة، فتذوب كلماتهم مع نزول أول قطرات من السماء، تكشف الحال وتبدي السوءات، وتهزم المسؤولية في ماراثون الماء المقعد عن الجريان. يوسف المعني هو الأخ يوسف أحمد الزبير معتمد محلية الكاملين.. الذي أغنانا- (مأجوراً)- الحديث والسؤال عن استعداد محليته للخريف.. وأفتانا بالعمل الذي قاده ووقف عليه مع المواطنين.. فالرجل والشهادة لله لا تربطنا به أي مصالح.. ولكنه يستحق أن ننقل تجربته للناس، فعسى ولعل أن ينصلح الحال وينستر المعتمدون مع الخريف ومع رعيتهم، فالرجل حوَّل المستحيل واقعاً.. وفتح فرص التعيين للعمالة بالمحلية مما يعني تنمية، ومما يعني إضافة الكثير من الأسر لمظلات التأمين الصحي والإجتماعي والدخل الثابت.. فالمسألة لم تكن نظافة وصحة بيئة واستعداداً للخريف، ولكنها تجاوزت كل ذلك إلى ما ذكرنا.. وأظن أن محليته تستحق أن نعطيها حقها مثل ما ألهبنا ظهرها من قبل بسياط النقد، وإبداء الملاحظات.. فالمسألة عندنا أكبر من عواطف وإنتماءات وقربى الوطن الصغير وغيرها. فعندما تكمل محلية استعدادها للخريف، فيعني هذا حدثاً ويعتبر انجازاً، فكلنا يعلم ما يعنيه الخريف من امتحان للسادة المسؤولين.. ومحلية الكاملين أكملت منذ فترة كافة استعداداتها لموسم الخير والبركة.. الضيف العزيزجداً السيد المبجل ( الخريف).. لم تقف قلة الآليات حجرة عثرة ولم تكن شماعة شح الامكانيات حاضرة.. إنما كانت حاضرة عزيمة معتمد يحمل الهم ويعي ماهو المطلوب من الراعي.. وماذا تريد الرعية.. وما تم في محلية الكاملين بعيداً عن الضوضاء يمثل نموذجاً يجب أن يحتذى به.. وهي تؤكد حقيقة أن (الرجال بالأفعال لا بالأقوال).. وأن الراعي الذي ينزل من برجه للمواطن في الشوارع والأسواق ومواقع العمل، هو الموفق من الله والموشح بثوب الرضا من المواطن. ما نقوله لا يعني أن الكاملين محلية تنعم بالكمال، وأن معتمدها أدى رسالته كاملة.. فما زال أهلنا هناك ينتظرون الكثير.. ينتظرون شعباً من الإيمان غائبة مع النظافة.. ونحسبها تعود طالما هي من الأولويات.. وينتظرون أن يعود التعليم لمركزه الأول في الولاية، والكثير الذي هو على طاولة السيد المعتمد.. والعافية درجات.