راصد «بيت الأسرار» وقف أمام مدخل إحدى الصحف وشاهد صحفياً شاباً يمسك بهاتفه الجوال ويطلب رقماً يخاطب من خلاله شخصية لم يتمكن الراصد من معرفتها وهو يقول: (أسمعي.. كلمي الأستاذ بي سرعة وقولي ليهو الزول جاااكم) ثم أغلق الهاتف لينظر راصد «بيت الأسرار» أمامه ويرى شخصاً طويل القامة يرتدي ملابس كاملة الأناقة وينتعل حذاء لامعاً ويمسك بحقيبة جلدية في يده ويضع «كسكتة» ملونة على رأسه ويتجه نحو استقبال الصحيفة ويسأل موظف الاستقبال بلهجة متعالية: (أسمع يا.. فلان موجود؟) وكان يقصد رئيس تحرير تلك الصحيفة كما تابع الراصد وسمع ثم جاءت إجابة موظف الاستقبال ب (لا) لتكون ردة فعل الزائر الأنيق حادة تمثلت في قوله: (طيب قول ليهو نتقابل في المحكمة). اندهش راصد «بيت الأسرار» وسأل عن الموضوع فعلم أن الزائر الأنيق يقدم مادة للنشر وعندما يتم ذلك يطالب بالمقابل المادي الضخم أو التعويض بعد التهديد والابتزاز.. لذلك أصبح كل من يراه يحذر غيره ب (جااااكم). نتقابل الاثنين! ü ضمن جولاته المكوكية التي يطوف من خلالها على المؤسسات الصحفية والإعلامية وغيرها، توقف راصد «بيت الأسرار» يوم أمس وهو يستمع - بالصدفة - إلى دعوة لاجتماع مهم داخل المجلس القومي للصحافة والمطبوعات منتصف نهار يوم الاثنين القادم مع ناشري الصحف الرياضية. راصد «بيت الأسرار» طار بالخبر لإبلاغ بعض معارفه فوجد أحدهم منزعجاً وهو يحاول الاتصال بمن تحدث إليه من المجلس ويقول له: (يا جماعة نحنا ما عندنا جريدة رياضية).. ثم تمر فترة صمت طويلة ليرد من جديد: (الحاجة البتتكلمو عنها دي قديمة ونحن وقفناها).. ثم صمت جديد.. وآهة ساخنة تصدر عن صاحب الراصد الذي انسحب بهدوء في انتظار ما يسفر عنه لقاء الاثنين.