العالم الكبير صاحب العقل والضمير، بعد قرار النقل الخطير من الهيئة إلى الديوان، لم يعترض بل قبل التنفيذ الفوري مثلما قبل من قبل التكليف الثوري.. لكن راصد «بيت الأسرار» تابع في صمت ودون ضوضاء أو إثارة للانتباه أو لفت للأنظار، تابع الراصد وحاول أن يتلمس الأسباب الحقيقية وراء النقل، فسمع ما جعل أذنيه في حالة إنتابه اتسعت خلالها دوائر الالتقاط لأن ما جمعه من معلومات أكد على أن العالم الكبير صاحب العقل والضمير، كان قد كون لجنة قبيل صدور القرار للتحري والتحقيق في اتهامات طالت «جهة ما» تنتج ما شكك كثيرون في مطابقته لأحكام الشرع وقامت اللجنة وقعدت وبحث أعضاؤها الأمر من و جوهه المختلفة وأعدوا التقرير الخطير الذي أكد على التهمة وقدموه للرجل الأول الذي يخاف الله ولا يخاف الناس فأمر بإغلاق الجهة المنتجة وأصدر قراراً آخر بتجفيف المنتج الذي انتشر.. وحدث كل ذلك بالفعل لتحدث المفاجأة بعد ذلك بنقل الرجل ثم تحدث المفاجأة الكبرى المتمثلة في إعادة فتح ما تم إغلاقه، وعاد المنتج للتدفق من جديد بأشواق الثراء لدى أصحابه الذين شعروا بأنهم تضرروا من القرار - وسمع راصد «بيت الأسرار» من يغني همساً.. «الشوق زاد.. و.. عاد».. ولا تعليق. السفرية في الغيب والنثرية في الجيب ü المحلية الكبرى في الولاية (ست الاسم) لا حديث للعاملين داخلها هذه الأيام إلا ما دخل جيب المعتمد وأحد مستشاريه من مال بلغ أحد عشر ألف يورو، سمع راصد «بيت الأسرار» أنّها استخرجت بإذن مالي مصدّق نثرية سفر إلى إحدى دول الخليج للمعتمد والمستشار.. وتمّ (قبض) المبلغ لكن السفرية أُلغيت وباتت في حُكم الغيب إلا أن النثرية لم تعد إلى الخزينة العامة ودخلت في الجيب الذي يُردد البعض أن الداخل فيه مفقود والخارج مولود!! نوم عينيّ البقى لي سهر! أرهف راصد «بيت الأسرار» السمع عندما شاهد مندوب إدارة مالية في إحدى الصحف يهمهم ويتمتم ساخطاً لاعناً اليوم الذي دفع به إلى ذلك المرفق (المقابل النيل) بعد الصد والردود الجافة التي قابلها به مسؤول كبير وتهديده بالطرد إذا جاء من غير موعد مرة أخرى. راصد «بيت الأسرار» سمع الموظف المحتج يروّج عدة شائعات عن عدد من الصحف يلاحقه مندوبوها لسداد مديونيات مؤسسته لها، ثم سمعه يقول لمن معه إن مرفقه المهم قرر مقاطعة هذه الصحف نهائياً.. وألقى راصد «بيت الأسرار» نظرة على مكتب مفتوح الباب كانت تُعد فيه قوائم بالنقل إلى مواقع أخرى.. ومن بين أسماء المنقولين اسم الزاجر الطارد في الوقت الذي كان فيه مندوب صحيفة آخر يدخل إلى المقر بينما غادره الأول الذي لم يعرف إلا لاحقاً بالخبر فأصبح يردد دون شعور وبتلقائية وعفوية شديدتين: (بكره يا قلبي الحزين تلقى السعادة.. تبقى هاني ومستحقاتك مجابة).. السؤال والجواب! ü الصدفة وحدها هي التي ساقت راصد «بيت الأسرار» إلى المبنى الحجري العريق على ضفة النهر الخالد، وذات الصدفة هي التي رمت بالكلمات إلى أذني راصد «بيت الأسرار» عندما انتهر الموظف الكبير زميله ومرؤسه الموظف الصغير وقال له متسائلاً بصوت غاضب: (جبت الكلام ده من وين؟) فأجاب الموظف الشاب قائلاً: (القرار في المكتب السرّي وهو في مرحلة الطباعة).. راصد «بيت الأسرار» شاهد الموظف الكبير ينتفض ويُصفّق بيديه محتجاً: (يلغي الحوافز كيف.. الوزير ده عايزنا نمشي بيوتنا.. أنا عليّ الطلاق لو الكلام ده صح بكره دي أقدم للمعاش الاختياري).. وقف الموظف الصغير حائراً وقال متسائلاً هو هذه المرة: (طيب يا سعادتك لو قدمت المعاش ونزلت وبعد فترة رجعوا الحوافز تاني.. موقفك حيكون شنو؟).. نظر الموظف الكبير حيرة إلى الموظف الصغير وانتهره قائلاً:- (أمشي.. أمشي.. أمشي خلاص فوّرت دمنا الله يفوّر دمك).