*شغل الصراع الدائر بين مجلس الصحافة والصحف الرياضية المعاقبة بتعليق صدورها الساحة طوال الإسبوعين الماضيين وظل كل طرف متمسك بموقفه رغم التسليم بأن الصحافة الرياضية قد خرجت عن الخط المهنى وصارت قبلة لكل مبتذل ورخيص خاصة فيما يتعلق بنشر العداء بين جماهيرى القطبين الهلال والمريخ حيث صارت اللغة الصحفية المستخدمة لدى الكثيرين لاتصلح إلا للمدرجات حيث التشجيع والهتافية وليست للمهنة التى ولجها بعض الهتيفة وحاد عنها بعض الذين أهلوا أنفسهم أكاديميا وغرقوا فى مستنقعات الكسب الرخيص ولو على حساب مهنيتهم . *ولعل من أبرز أسباب إنحطاط وتدهور الصحافة الرياضية إدخال بعض المتنفذين فى الصحف من الصحفيين والناشرين لبعض المشجعين الذين صاروا يتقاضون الرواتب المليونية العالية بسبب الإسفاف الذى ينشرونه يومياً على حساب المهنة وأخلاقها بينما ظلت الحرب مستمرة تجاه شباب الصحافة المؤهلين والذين يملكون علماً وفكراً والسبب فى هذا أن بعضاً ممن نظن أنهم كبارا بكل أسف لايرغبون فى مزاحمة هؤلاء الشباب لهم إعتقاداً منهم بأنهم سيسحبون منهم البساط ..!! *ليس هذا فحسب فالبعض من هؤلاء الزملاء صاروا لايتورعون فى إدخال أقاربهم وأصدقائهم ممن ليس لهم علاقة بالصحافة لامن قريب ولامن بعيد وذلك حتى يضمنوا لهم رزقاً يعينهم على مجابهة ظروف الحياة وهنا يظهر لنا ضعف مجلس الصحافة الذى وقف متفرجاً على هذه المهازل حتى إستفحلت وصار أمر علاجه صعباً للغاية علماً بأن خيار بتر بعض الصحف ليس حلاً بل فيه ظلماً وتجنى لأن البتر يجب ان يطال الذين أسهموا فى الوصول بالصحافة الرياضية لهذا الدرك السحيق فقط بدلا من إتباع منهج (الشر يعم )..!! *والمؤسف حقاً أن بعض الزملاء الذين ينهالون بالنقد والشتيمة والتجريح لكل من يخالفهم رأياً او ينفذ برنامجا غير الذى يرغبون فيه ظنوا أنفسهم بمنأى عن النقد لاسيما وأن أخطاءهم التى تصل لمرحلة الجرائم بحق الصحافة الرياضية تقف شاهدة على أنهم يستحقون البتر بعد أن أدموا جسد المهنة بإنحرافاتهم التى لاتخطئها عين ..!! *ومع أن القاصى والدانى من أبناء المهنة يعلم أن من أبرز أدوار الصحافة التثقيف والنهوض بالمجتمعات إلا أن بعض صحافتنا الرياضية لها رأى غير ذلك وهو أن جمهور الرياضة او جمهورالهلال والمريخ إن صح التعبير يرغب فى المهاترات والشتائم والتقليل من القطبين وبذلك تضمن هذه الصحافة السالبة جمهورا لها على حساب قيم وأخلاقيات المهنة وبمعنى أخر أن تعمل هذه الصحافة على هد المجتمع الرياضى بالإنحدار لما تريده هذه الفئة بدلا من الصعود بها عبر تثقيفها ونشر الوعى فيها ..!! *ولك عزيزى القارئ أن تتخيل أن هناك كتابات من عينة (لكوندة زرقان او زريبة العيش ) وهى تعنى إستخفافاً بنادى الهلال الذى يشكل قطباً من أقطاب الكرة السودانية كما أن هناك كتابات تقلل من نادى المريخ بوصفه (بنجمة الملكة فيكتوريا )وغيرها من الالقاب .. وهناك ظاهرة الكتابة الحلمنتيشية التى لاتخدم غرضاً ولاتعالج قضية وتنصب فى مجملها فى الإستهزاء بطرفى القمة وبالتالى شحن العقول البسيطة لجمهور الكرة والرياضة بالجهل والتعصب والتطرف فى التشجيع والإنحياز ضد حتى من يمثل الوطن إذأن هذا الجمهور ليس جميعه بالصفوة أو النخبة المستنيرة ..!! *ولك حق أن تخجل حد الإنزواء عندما تعلم عزيزى القارئ أن بعض المناوشات بين من يفترض فيهم أنهم صحفيين تصل لمرحلة (أرح طالعنى )..وأين هذا ..إنه فى صلب التناول اليومى عبر الاعمدة الصحفية حيث أن البعض يسعى لإثبات ذاته وغروره بعنجهية مقيتة لاتصلح للصحف ولكن يمكن أن تكون فى الشارع حتى لايكون النشر جهلا يقتات منه البعض ..!! *ختاما لانؤيد عملية البتر الجماعية للصحف وتشريد العالمين بها لأن فيها زملاء أعزاء ومهنيين و لاذنب لهم وعلى مجلس الصحافة أن لايطعن فى (الضل وعينو بأكملها فى الفيل )..نعم نحتاج صحافة رياضية مهنية ونرفض تماما التجنى الذى يمارس عليها وبها ممن يدعون انهم كبارها ويبقى الحق حق ومرحبا بإتباعه ..وليته يتم عبر القانون فقط ..!! ابوظبى