بالأمس غاب الفنان الكبير زيدان إبراهيم عن دائرة العطاء الفني وإن كان أحد أهم معالم خارطة الغناء في بلادنا.. وبفقده تفقد الساحة الفنية أحد ملوك الغناء الرومانسي والشاعري والذي تسيّد مسارح الغناء بلا منازع خلال حقبتي السبعينيات والثمانينيات، رغم أن ظهوره كان قبل ذلك بقليل. عاش الفنان الكبير الراحل حياة الألم والوجع والدموع، كان قريباً جداً من السيدة والدته التي كانت أقرب النّاس إليه حتى واجه صنوف القسوة مجتمعة، وعندما بدأ الغناء لأول مرة في أوائل ستينيات القرن الماضي من داخل جمعية الغناء والموسيقى في مدرسة أم درمان الأهلية الثانوية، التي انتسب إليها عازفاً ل (صفارة الأبنوس) ثم وجد نفسه يتقدم العازفين ليغني حيث كانت أول أغنية له على خشبة مسرح الهواة داخل المدرسة الأهلية آنذاك هي أغنية (أبو عيون كحيلة) التي كتب كلماتها الصحفي والشاعر الرقيق الأستاذ النعمان على الله وتغنى بها الفنان إبراهيم عوض. بدأ زيدان مقلداً وسار على درب من سبقوه إلى أن أصبح علامة بارزة يشار إليها في مسيرة الغناء السوداني، وأصبح مدرسة فنية للرومانسية والرقة تخرّج من تحت لوائها عشرات المطربين والمطربات.. وحدث له تحول كبير عندما التقى بالشاعر التجاني حاج موسى والملحن عمر الشاعر ليشكل الثلاثة عصب الأغنية الحضرية الحديثة. وظللنا في «آخر لحظة» نتابع حالة الفنان الكبير الراحل زيدان إبراهيم - رحمه الله - منذ أن نشرت الزميلة (الأهرام اليوم) ذلك وتبنت أمر علاجه ونقله إلى المستشفى العسكري ثم سفره إلى القاهرة. ظللنا نتابع مع رئيس اتحاد المهن الموسيقية الدكتور حمد الريح، ونلاحق مرافقيه في القاهرة يومياً من خلال اتصالات رئيس تحرير صحيفة «آخر لحظة» المستمرة للاطمئنان على صحة الفنان الكبير الراحل، الذي تحسنت حالته إلى حين لتنتكس من جديد قبل يومين. وفي آخر محادثة هاتفية مع القاهرة تم الاتفاق بين رئيس التحرير وبين الشاعر الكبير الأستاذ التجاني حاج موسى والشاعر المقيم في مصر الأستاذ بابكر النعيم على أن ننشيء لجنة قومية لعلاج الفنان الكبير إلا أن إرادة الله كانت هي الغالبة. تأخرت حالة الفنان الكبير الراحل زيدان إبراهيم خلال اليومين الماضيين، وأخذ يتعامل مع معالجيه وأطبائه بعصبية زائدة إذ يبدو أنه قد أحس بدنو الأجل، فكان أن تلقى رئيس التحرير محادثة هاتفية فجر أمس من الأستاذ زين العابدين أحمد محمد مدير مكتب «آخر لحظة» في القاهرة ينقل له من خلالها النبأ الحزين. ونحن في «آخر لحظة» ننقل لقرائنا الكرام هذا النبأ الحزين مع تغطية خاصة حول ردود الأفعال في الوسط الفني، سائلين الله أن يتقبله القبول الحسن وأن يغفر له وأن يتغمده بواسع رحمته، وقد كان - رحمه الله - محبوباً وسط زملائه ومعارفه وأصدقائه.. ونسأل الله صادقين أن يجعل مثواه الجنة. آمين.