من المعروف أن للثروة والسلطة فتنة خاصة تؤدي في كثير من الأحيان الى القضاء على الكيانات والأفراد بعد أن يختلف الناس وتذهب ريحهم وها هم الاتحاديون قد فتن بعضهم وأصبحوا يتصارعون على السلطة حتى قبل أن تأتيهم.. وظني أن المراقب العادي يعلم جيداً أن خلافات الاتحاديين في هذه الأيام سببها المشاركة في السلطة أو المشاركة في الحكومة القادمة.. فالأخبار التي تواترت قبل مدة ليست بالقصيرة كانت تؤكد أن هناك توافقاً بين المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي الأصل رغم علمي بأن الاتحادي حزب وسطي لا يحب الصراعات ويحاول حلها بحكمة حتى وإن تطاولت آمادها . والآن نحن نتابع عن كثب ما يكتب في هذه الصحيفة والصراع بين بعض قيادات الاتحادي الديمقراطي فيما بينهم ، وقد حزنت جداً فهذا الحزب له مكانة كبيرة لدى أهل السودان واعتقد أن في صلاحه صلاح للسياسة السودانية.. ولم أكن أتوقع أن يحدث صراع ومشاكل تؤدي لخروج قيادات أخرى من الحزب كما حدث من قبل عندما خرج «شيلا، وأبرسي، والبرير وغيرهم» من القيادات المعتبرة والآن يؤسفنا أن نقرأ ونتابع فصل القيادات التي ناضلت وناهضت الحكومة حتى وصلت للسلام والوفاق وعاد الحزب لمزاولة نشاطه السياسي من داخل البلاد وكنا نشير لهم بالبنان. لكن سادتي الآن نحن نعيش مشكلة الاتحاديين ولا ندري لماذا أوصلوا أنفسهم إلى هذا الطريق المسدود، ما الذي حدث بينهم حتى باتوا يعزلون هذا ويفصلون ذاك ويصنفون على أمزجتهم ومصالحهم الشخصية هذا شيوعي وهذا وطني اتحادي وهذا مؤتمر وطني وهذا وهذا ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أصبح التصنيف خطيراً للحد البعيد إذ أصبحوا يصنفون المواقف على طريقة هذا يريد المشاركة لأنه يريد وزارة كذا وهذا لا يريد لأنه كذا.. وحرب مصالح كبيرة وفتنة خطيرة نأمل أن يجتنب هذا الحزب شر الفتن خاصة فتنة الثروة والسلطة.. فقد أقعدت هذه المشاكل الحزب عن أداء دوره الوسطي في هذا البلد الجريح الذي يحتاج لكل أبنائه لتضميد جراحه والوقوف صفاً واحداً من أجله.