الايميل.. ذاك الاكتشاف الرهيب.. تلك المعجزة التي انشقت عليها عيون الناس في زمن عزت فيه المعجرات.. تلك الوسيلة المدهشة للتواصل.. التي أنتجتها عقول العباقرة من العلماء.. وتخيلوا وسيلة تحتل في جسارة واكتساح «البوستة».. تلك التي كانت تصل حبيب بحبيب.. تحمل الأحلام والأماني والابتسام وأحياناً الوجع.. والنكد والنحيب.. ولا أجد متعة.. ولا أبدأ يوماً.. إلا وتذهب أصابعي في سرعة البرق الخاطف إلى مفاتيح ذاك الجهاز لتضيء الشاشة.. بالحروف والكلمات والرسائل.. أواصل القراءة.. ولا أجد تعبيراً عن تعابير وجهي.. واشتعال عقلي وخفقات قلبي.. غير ترديد كلمات المبدع.. محجوب سراج.. لأنني.. مرة أضحك ومرة أبكي.. ومرة أتحمل أساي.. ومرة أهرب منه وأشكي.. وذلك فقط لأن الايميل.. مرة هو حامل المسك وفي نفس اللحظة هو نافخ الكير.. ومرات.. يكتب لك متفقين معك أو مخالفين لك بصفق الورود.. وآخرون يغمسون الريشة.. بل يغمسون أصابعهم في عصير زهر البرتقال.. وفريق يكتب مستمداً الحروف بل ناقراً على لوحةالحروف برحيق الزهر.. وفريق يكتب بأعواد المشاعل.. وفئة تكتب بأطراف أسنة وخناجر.. وهؤلاء حتى وإن كتبوا مناهضين للذي كتبته في «عمودك» مثال التعليق.. هؤلاء هم يخاصمونك بأشد المفردات حدة حتى يسيل منك الدم.. في خصومة.. ولكنهم يحترمون ويمارسون شرف الخصومة.. لأنهم بواسل وشجعان ونبلاء وفرسان.. ثم آخرون يكتبون وكأن مدادهم من البرك الآسنة اللزجة.. كأن أحبارهم من طفح المجاري..كأن حروفه مكتوبة الصديد.. وهؤلاء يعلنون في غير حياء ألوان بذاءتهم و «قلة أدبهم» و «عدم تربيتهم».. أحبتي.. اليوم.. أورد لكم بعض رسائل القراء التي نقلتها من بريدي على الايميل وغداً.. نمشي إلى من صعر خده.. وله بالسيوف نعاتب. مؤمن ü وهذه هي الحقيقة رغبت أم لم ترغب!! صادق المهدي ما هو عمله للسودان!! وما هو جهده في سبيل السودان!! هو فقط (وأنت تعلم ذلك جيداً) يريد أن يكون على رأس السلطة بأي ثمن بأي شكل بأي طريقة وأنا متأكد الآن لو قام جماعة من أنصاره أو أنصار جده الكبير ليبايعوه ملكاً على السودان لوافق فوراً مهللاً ومكبراً!! وفي غيره من الآخرين أمثلة أيضاً! ما هي تضحياته وابتلاءاته!! أهي تهتدون وتخرجون وتعودون!!، رجل مثله مثل السياسيين الآخرين المحنطين لا جديد في خطابهم السياسي ولا رصيد لهم من حب الناس سوى أنصارهم وحواريهم وحيرانهم وسيدي سيدي، لماذا تريدوننا أن نعيش وتعيش الأجيال القادمة في كنف مثل هؤلاء السادة الذين ليس لهم سوى الكلام والأحلام بالمناصب والجاه والطائفة تسمع وتقرأ لهم اليوم مثلما سمعت وقرأت لهم قبل أربعين عاماً!! ما لكم كيف تحكمون وما لكم تريدون تكبيلنا بقيود هذه الثلة المحنطة فكرياً واجتماعياً وأنتم فوق ذلك تدعون التقدمية!!! عبدالله ü أنت يا الغالي شن نفرك عشان نقدر نفهمك بتكتب من أيام مايو وكنت بتمجد فيها وإن بتحلم ترجعنا تاني لأسيادك يتحكموا في رقابنا ويعدمونا الصابونة والرغيفة وحقنة الطعن وورق العرضحال وكباية الجاز البنولع بيها الفانوس القزازتو مكسورة ولا نرجع ليهم الاراضي الوزعتا لينا الإنقاذ المكجنها دي إنت قايل الشعب السوداني دا في العمارات ولا في السوق العربي تعال لينا في الأقاليم أو الولايات السودانية لكن بشرط ان تمحو ما في قلبك من حسد وتقلع نضارتك القاتمة السواد وتنزع ثوب الحداد على الماضي وتنظر بأعيننا نحن المساكين الشاكرين لله الذي أذهب عنا الحزن ولا ما بتعرف الدعاء دا. انت يا لغالي نفرك شنو عشان نقدر نحدد الدايرو حزب فاز بينا نحن المساكين ديل دايرو يرجعنا تاني لي عهد الأسياد الأكلوا حتى الوجبات الجابوها لينا الأخوة العرب أيام فيضان 1988م يا أخوي نحن ما ناسين زمن الصفوف في كل شيء لكن عميان البصيرة نسوي ليه شنو. المشاترة شنو ولا أنت زي فلان ومنو القال ليك الشعب ضد الحكومة وكيف تتكلم باسم الشعب هو أنت نحنا انتخبناك رئيس لجمهورية السودان ونحن ما عارفين ولا شنو؟ عباس إبراهيم ü انت كده بتطلب من المؤتمر الوطني يجيب ليك لبن الطير في كأس من كؤوس العالم يحرزها الهلال أو المريخ أو الفريق القومي لتشرب لبناً سائغاً للشاربين ما تتمناه هو أضغاث أحلام ورابع المستحيلات تمنى أي شيء آخر ربما يتحقق الا التشكيلة المرتقبة سيكون التغيير الوحيد تبادل الكراسي لنفس الأشخاص مع تعديل بسيط في سحب بعض الكراسي وشاغليها لمناصب أخرى ما نطالب به نحن الشعب تغيير وكلاء ومدراء المصالح الحكومية لتجديد الدماء في الخدمة المدنية النائمة!! مصطفى محمد صالح ü يا عباس مؤمن الغالي دا لو بقى رئيس جمهورية حا يبسط الشعب بسطة شديدة.. وأهم ميزة في اليساريين ديل.. انهم صادقين.. أحسن من «بعض» الإسلاميين الذين لا يستطيعون الحياة دون نفاق أو رياء..!! مع حبي،،، فيصل