قال الوزير برئاسة الجمهورية الدكتور أمين حسن عمر إن المشروع الحضاري هو مشروع وهبنا له أعمارنا لتطبيقه في ربوع العالم الإسلامي. وقطع عمر أنه لم ولن يعترف في يوم من الأيام بأن لا فرصة لتطبيق المشروع الحضاري وقال إن الصحيفة جنحت للإثارة في حوارها معه رداً على سؤال هل يوجد مؤشر لتطبيق المشروع وأبان أن ما نسب له بأنه قال «ليس هناك فرصة لتطبيق المشروع الحضاري» فيه افتئات على الحقيقة وأشار إلى أنه ليس هناك مشروع جاهز للتطبيق.. وفيما يلي تنشر (آخر لحظة) نص رسالة الدكتور أمين حسن عمر لرئيس التحرير:- تعجبت للعنوان العريض الذي أبرزته صحيفتكم «الغراء» بالإشارة إلى ما ورد في إفادتي للرد على سؤال عن هل يوجد مؤشر لتطبيق المشروع الحضاري الذي كان يتردد كثيراً؟ فقد أخطأ محرركم أو محررتكم الإلتزام المهني الصارم وكأنما جنح للإثارة فأنا لم أعترف ولن أعترف في يوم من الأيام بأن لا فرصة لتطبيق المشروع الحضاري، فبعث المشروع الحضاري هو مشروع أعمارنا التي نعتقد أننا وهبناها لتحقيقه في ربوع العالم الإسلامي ولو بعد حين، ولذلك فإن نسبة ذلك القول إلى فيه إفتئات كبير على الحقيقة. وانما الذي قلته وأثبت بعضه فيما أوردتموه أنه لا يوجد مشروع حضاري جاهز للتطبيق وكأنه وصفه طبخ جاهزة وانما هو مشروع يستلهم أصول الدين وتغذية عقول المجتهدين بالأفكار المبدعة الملائمة لوقتها، وقلت إنه مشروع والمشروع ليس إلا الشروع في العمل القابل للاستمرار. كما قلت إنه ليس مشروعاً لدولة قطرية ولا لحزب سياسي في تلك الدولة، بل هو بعث الإسلام وتجديد فاعليته في التأثير على حياة الناس قبل أن تُطفأ زبالته الأخيرة بواسطة الاستعمار الغربي وهو ليس مشروع سوداني ولا قطري بل هو مشروع كل الأمة الإسلامية ومقصده استعادة الدور الريادي للأمة. ولأهل السودان قسطهم في هذا الأمر. وهو ليس عمارة تبنى من طوابق ليقال انجزنا هذا القدر من البناء، وإنما هو تغيير المجتمعات وتطوير إمكاناتها ودعم قدراتها لتكون في موقع الريادة. وحركة التاريخ تؤكد أن دور التيار الإسلامي في كل انحاء العالم الإسلامي في صعود وأن حركة التغيير والثورات التي يستهدفها العالم الإسلامي إنما يقودها الإسلاميون وهذا مخالف لإدعاء المدعين بتراجع المشروع الإسلامي. فشتان ما بين ما يتمنى هؤلاء وما يرونه في كل يوم أمام الأعين والأبصار.