كثيرًا ما تغنى الشعراء والفنانون عن معاناتهم وأوجاعهم محمِّلين القلوب أسرار وودائع خزائن المحبة والألم كما تغنى الراحل زيدان إبراهيم...( قلبك ليه تبدل) ووردي...(كفى ياقلبي أنسى الفات ليل السهد وأحزانه) أو كما غرَّد الراحل عثمان حسين...(ياقلبي لو كان محبتو بالثمن إكفيك هدرت عمر وضياع شباب)وغيرهم من المبدعين، ولأن القلب مستودع المشاعر بات هو مكمن الخطر خاصة مع تبدلات الحياة وإيقاعها السريع وطفق أطباء القلب يبحثون أسباب العلة، ويصادف اليوم الإحتفال بيوم القلب العالمي كمناسبة تأتي مرة كل عام من شهر أكتوبر، ولأن القلب هو الحياة وسلامته تعني الإستمتاع بها حملت (آخر لحظة) الأوراق وتفاكرت مع البروفسير صديق إبراهيم خليل عميد معهد السودان للقلب حول الارتفاع الحاد في أمراض الشرايين التاجية والوفيات المتكررة في أوساط الصحافيين والمحاميين ورجال الأعمال والأطباء والإداريين نتيجة الداء ومن خلال البحوث التي كتبها عن أمراض القلب في السودان وقد صدرله كتاب أمراض القلب باختصار مايجب أن تعرفه وما يجب أن تتجنبه حدثنا البروف قائلاً: كنت قد سافرت عام 1990بغرض التخصص في أمريكا وبريطانيا وعند عودتي لاحظت تغييرات في السودان وتفشي أمراض الشرايين لفت انتباهي المعدلات المتزايدة في المستشفيات ووجود مجموعات مستهدفة دون غيرها من صحافيين وأطباء أكثر من غيرهم إلى ماذا تعزي ذلك؟ يعود السبب في ذلك الى ارتفاع معدلات الخطورة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين وارتفاع الكولسترول ونضيف عامل آخر مهم قلة الرياضة إذ أنها تعتبر مهمة في خفض السكر والكلسترول وضغط الدم وغالبية الفئات المستهدفة تعتمد المجهود الذهني أكثر من البدني لذا نجد أن معدلات النوبات القلبية ترتفع عندهم لذا نجدهم مجموعة مستهدفة لأمراض الشرايين نعم الأعمار بيد الله ..وبما أن للمرض مسبباته هل من الممكن منع حدوث أو التقليل من حدوث الموت الفجائي ؟ نعم ..بالوقاية وهى خير من العلاج .ونجد أن معظم ضحايا الموت الفجائي هم رجال فوق الأربعين والمدخنين والأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري وتلك هى عوامل الخطورة، الإقلاع عن التدخين ومعالجة الضغط والسكري يؤدي الى انخفاض معدلات الموت الفجائي ويواصل حديثة هنالك عوامل خطورة أخرى وهى الدوخة والإغماء العابر والتي تشكل مؤشرات لحدوث إضطرابات في القلب على غير مايتوقع الكثيرون ذكرت في كتابك أن أمراض القلب هى السبب الرئيسي في الوفيات لدى النساء؟ نعم هى سبب رئيسي لوفيات النساء اذ تبلغ مايعادل 33% من جميع أسباب الوفيات وكان الكثيرون يعتقدون أن سرطان الثدي هو السبب الرئيسي للوفيات عند النساء فوق العشرين إلا أن كل الإحصاءات في العالم تؤكد أن الوفيات الناتجة عن أمراض القلب لدى النساء تشكل خمسة أضعاف تلك الناتجة عن سرطان الثدي لذا أنشأت الجمعيات النسائية في أمريكا لتوعية النساء بهذا الأمر تحت مسمى الفستان الأحمر،ويرجع سبب المعدلات العالية الى تفشي عوامل الخطورة لدى النساء بدرجات تفوق تلك التي لدى الرجال لارتفاع معدلات البدانة وارتفاع الضغط والسكري وارتفاع الكولسترول ماتعليقك حول هجرة الإختصاصيين الى الخارج وماهى الحلول برأيك لإستفادة الوطن منهم؟ حقيقة أصبحت الظاهرة أمراً مقلقاً بحثاً عن وضع اقتصادي أفضل وحقاً البلاد في حاجة ماسة للاختصاصيين في التخصصات النادرة وهم ذوو خبرات عالية تستفيد منهم دول عديدة في المنطقة، وعلى الدولة أن تضع نصب أعينها مسألة كيفية ترغيبهم في العودة الطوعية للإستفادة منهم داخل الوطن، ولا أنسى دور مجلس التخصصات الطبية في رفع مستوى الخدمات الطبية فيما تعزو ظاهرة سفر الكثيرين لتلقي العلاج خارج السودان خاصة فيما يخص أمراض القلب؟ أعزو ذلك إلى أن الإمكانات مازالت قليلة وأصحاب الخبرات قليلون ومعدلات الأمراض عالية و كثيرة واذا أخذنا عدد المراكز المتخصصة نجد هناك مراكز كثيرة مستشفى أحمد قاسم مستشفى الشعب مركز القلب الإختصاصيين والمعدات غير متوفرة الكوادر مهاجرة والمفروض الدولة تهتم بتأهيل الكوادر وتطوير الرعاية الصحية .