لو وضعنا كاميرات خفية في البيوت لاكتشفنا أننا جميعاً نعاني من مرض(الشيزو فيرينيا) أو الانفصام.. تصرخ طالبة الجامعة في وجه أمها بعد تعليق منطقي على ملابسها وتحمر عيناها وتنتفخ أوداجها.. وتلقي كل الفواصل بين الأمومة والبنوه.. تكون كنمرة هائجة(لا يردعها صوت العقل.. ولا سوط الكرباج.. وما أن تخرج تلك النمرة إلى الشارع حتى تستغير كل الملامح الشرسة إلى ملامح انثوية بالغة الرقة وترتسم ابتسامة طفولية بريئة على شفتيها اللامعتين فتظن أنها ذاهبة إلى الحضانة أو الروضة... وحين يكلمها زميل يصير صوتها خفيفاً مهذباً ناعماً كالحرير.. فيصاب صاحبنا بداء العشق ويصبح الفوز بتلك الأنثى الرقيقة الناعمة أغلى أمنية... تدور عجلة الأيام ويتزوج صاحب الأمنيات من النمرة ذات القناع الناعم وتكشف له الأيام كم هي ساحرة!!. رجل يرتدي ملابسه على عجل وكل(قرف) الدنيا يسيطر على ملامحه ينهر زوجته التي(كالحماره) لا تفهم بأنه مستعجل ومشغول وعنده اجتماع.. هام ولا وقت لديه للذهاب بها إلى الطبيب فلينتظر المرض... ولا ينسى أن يسب أهلها واليوم العرسها فيه وينطق بكلمات يعف الشماسة عن قولها.. يدير مفتاح سيارته وما أن يختفي من طرف الشارع حتى تتبدل الملامح وهو يعبث بهاتفه الجوال ويخاطب حبيته(كيف ياعسل ياست البنات والله مشتاق ليك بس معليش امبارح ما قدرت أرد عليك جنبي «الحيوانية دي» نتلاقى طيب جاييك الشغل ما مشكلة ينتظر).. شابه يحضر زوجها من العمل فيجدها باهتة الملامح تلبس جلباباً تخلص منه بائعه بابخس الاثمان حتى يبعده عن وجهه.. يعاني شعرها من متلازمة فراق المشط والزيت.. وتشتكي زجاجات العطر من عدم اللمس.. تفضح ملابسها نوع الطعام الذي سيتناوله أفراد اسرتها اليوم.. تجلس في خمول وضجر وفجأة تصيح جارتها من الحائط..(ما لبستي الليلة ما سد مال بت عشة) تسرع صاحبتنا إلى الحمام.. تولع حفرة الدخان.. يجري المشط سريعاً حتى يلهث بين طيات الشعر تفوح العطور.. تكتحل العيون...تشد الصدور.. ترتدي أفخر الثياب وتتزين بالذهب وتكون جاهزة للعرض في أفضل دور للأزياء ويئن القميص الشهيد المتسخ على سبت الغسيل.. وينزف دم الفراق.. ويصبح ذاك الوجه الكالح من غابر الزمان...فلماذا نرتدي الاقنعة المجملة لصفاتنا السالبة.. لماذا لا نكون كما نحب أن يعرف ويظن بنا الناس.. لماذا نكشف على وجوهنا المشوهة لمن نحب وما أن نخرج حتى نرتدي أفخر الاقنعة والتي يعجز أشهر المصممين عن الاتيان بمثلها..!.