ما أجمل أن تترجم الكلمات إلى معانٍي، والمعاني إلى أبيات شعر سوداني، وجه سوداني لفت الانتباه إليه خارج الوطن وتجد كلماته هناك مستمعين، فهو يعرف ماذا يريد أن يقول.. ابن الوطن أحد أبنائنا الذين تركوا الوطن ولم يتركوه، فبقوا بحبه ينشدون، أناس لا تسمع أصواتهم، بل أهازيجهم، يرغبون في البكاء ولا يقدرون، ويرغبون في الابتسام ولكنهم يتوارون ويظنون أن الابتسام هزيمة. (عندما تناطح النفس السحاب)، ديوان تحت الطبع للشاعر الذي فضّل تعريف اسمه أولاً بابن الوطن، ثم بالشاعر.. وجه سوداني تقرأ فيه تاريخ السودان وترسم كلماته مجرى نهر النيل، لم أعطه أكثر من حقه في هذا التعريف، إنه فريد عبد الحميد الطاهر الذي القت عليه قناة النيل الأزرق بعض الأضواء في أحد برامجها مع المغتربين، وهو عضو نشط بمنتديات سودانيز أون لاين، وهو من الأعضاء النشطين ومؤسسي بعض الصفحات الثقافية، ومنها منتدى عكس الريح، كثيرة نشاطاته الثقافية ومن رفاق دربه بروفيسور المعز عمر بخيت، تعلم منه كيف هي بيض الحروف وعزف عليها ترانيم كترانيم الكنيسة وتسابيح في خشوع.. حبه لوطنه السودان الشامخ هو أغلب عناوين أشعاره.. ولكن أجملها ديوانه الأول الذي قمت باقتطاف زهرة من زهراته (الحب عند خط الاستواء). الحب عند خط الاستواء.. كلمات تحكي عن وطن يئن ويضحك وتعلو صرخاته: سَقَطَ الرَجَاءْ .. وَقَطْعَاً قَدْ فَقَدْنَا الحُبَ عِنْدَ خَطِ الاستواء.. كَثُرتْ تَعَارِيجُ الدُرُوبِ .. وَخَابَ ظَنِي وَضَاعَ مِنِي الانتماء .. جِئْنَا وَيَمْلَؤُنَا الأَسَى وَيَسْبِقُنَا البُكَاءْ.. أَبْكِيكَ دَوْمَاً.. لا يَجَفُ الدَمْعَ مِنْ مُقَلِي وَقَدْ بَعُدَ اللِقَاءْ.. شَرِبُوا عَلَى قَبْرِكَ نَخْبَهُمْ .. وَتَقَاسَمُوكَ بِلا حَيَاءْ.. ُكلْ هَمّهُم كَمْ يَغْنَمُونَ.. وَيَشْرَبُونَ بِلا ارْتِوَاءْ .. قَدْ بَشَرُونَا بِالسَلامِ .. فَكَانَ حُلْمَاً نَرْتَجِيهِ بِكُلِ مَعْنَى لِلرَجاءْ.. حَبَكُوا خِيوطِ الوَهْم .. دَسُوا السُمَ فِي كَتِفِ الشِواءْ.. السُم يَسْرِي فَكَيْفَ يَا بَطَلِي تُقَاوِمُ.. وَأَنْتَ لا تُجْزِي العَطَاءْ .. هَا قَدْ تَرَنَحَ البَطَلْ الذِي مِنْ أَجْلِهِ طَالَ البَقَاءْ.. قَدْ ضَيّعُوكَ تَقَاسَمُوكَ.. وَلا يَدْرُونَ بِأنَهُمْ قَدْ ضَيّعُوا نَسَبِي إِلى خَطِ الاستواء.. ماذا أزيد بعد، هذه الكلمات أعجبتني أتمنى أن نستنشق عطر الوطن فيه.. ويستزيد الشاعر فريد الطاهر ما نريد قوله ونعجز.. لحظة نسعد بأوطان جميلة ونفرح بزيارة تلك الأوطان ولكن.. عند نقطة الاختيار لانتردد ونختار أجمل الأوطان.. السودان.