وددت الخروج عن مألوف القضايا التي نتناولها يومياً على صفحات الصحف وفي أعمدة الرأي، ويبدو لي أن الصحفيين وكُتاب الأعمدة والزوايا اليومية، ملوا وسئموا الكتابة في أمور السياسة أو المطالبة بإصلاح السياسات الاقتصادية العامة بما يخفف الأعباء المعيشية الواقعة على كاهل المواطن المسكين، المغلوب على أمره الذي يوجهه (السوق) «يميناً» فيسير أو يوجهه شمالاً فلا يملك الرفض.. وقد توصل الكُتاب والصحفيون - كما أعتقد - إلى قناعة تامة بأن الكتابة من أجل الإصلاح والطرق المستمر عليها، إنما تجيء مثل الحرث في البحر.. بلا فائدة. لذلك قررت أن أصوم عن الكتابة في أمور السياسة والاقتصاد - اليوم على الأقل - وأن أكتب حول أمور لم يألفها القاريء كثيراً، أو لا يتوقعها في ظل هذه الظروف المتداخلة.. واحترتُ في اختيار موضوع يكون بتلك المواصفات، ولم أجد، مما اضطرني إلى الاستسلام وقبول الأمر الواقع، لولا أن فتح الله عليّ بموضوع أحسب أنه سيجد هوى لدى نفوس قرائنا وقارئاتنا الأعزاء، وهو خبر ورد إليّ في بريدي الإلكتروني يوم أمس ضمن الأخبار التي يجدها المتصفح لحظة فتحه للبريد الإلكتروني، وقد جاء عنوان الخبر أو ترجمته في الحقيقة كما يلي: (أغنى دوقة أسبانية تتزوج بعمر الخامسة والثمانين).. قادني الفضول للمتابعة ومعرفة دوافع هذه السيدة للزواج في مثل هذه السن المتقدمة، ودوافع (العريس) التي جذبته للاقتران بها، التي لن يكون من بينها - قطعاً - الجمال والحُسن، فقد شاهدت صورة العروس التي قد ننشرها اليوم في ديباجة ليحكم القراء على ذلك. وتساءلت - بيني وبين نفسي - عن الذي يجذب الرجل للمرأة أو الذي يجذب المرأة للرجل، ثم فطنت إلى أن الانجذاب شيء والارتباط شيء آخر، إذ قد يعجب رجل ما بامرأة ما في لحظة ما لكنه قد لا يفكر في الارتباط بها لأن دوافع الارتباط تختلف عن دوافع الانجذاب. فالقاعدة لدينا هي الحديث النبوي الشريف الذي يقول: (تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وربما لكل رجل امرأة (نموذج) أو (مثال) يتمناه ويبدو أن عريس الدوقة الأسبانية يضع المال أولوية، طالما أنه ليس لدى (العروس) دين.. ولا حياء. اللهم احفظنا واحفظ أبناءنا وبناتنا وبلادنا ووفقنا في حياتنا لطاعتك وأعفو عنّا وأغفر لنا يا أرحم الراحمين. آمين.. .. وجمعة مباركة