اسعدتني الظروف بمشاهدة مباراة الجبل كريمة وهلال المناقل حيث قضيت 42 ساعة فقط في مدينة النيل والنخيل والانسان الجميل وفيما يلي اتوقف عند بعض محطات هذه الزيارة السريعة. ٭ مفاجأة سوار قبل سفري للمغرب بيوم استقبلني الأستاذ حاج ماجد سوار وزير الشباب والرياضة الاتحادي بمكتبه وكنت بمعية استاذنا أحمد محمد الحسن رئيس جمعية الصحافيين الرياضيين وقتها وقد قدم لي سيادته التهنئة بمناسبة اختياري للتكريم في المغرب مع نخبة من الصحفيين العرب الذين لا يتعدون الثمانية واعترافاً بحق الوزير اقول لقد تبرع بتذكرة سفري اسهاماً من الوزارة وتقديراً منها لتكريمي وتكريم الصحافة الرياضية السودانية وكان الجميع في السودان يومها يسابقون الزمن للانتهاء من العمل في الاستادات استعداداً لبطولة أمم أفريقيا للمحليين وكانت الوزارة تعايش بعض الخوف والقلق من عدم جاهزية بعض الاستادات لهذه المنافسة وكان هذا هو محور حديث الذين يجلسون الى سعادة الوزير سوار من وزراء الشباب والرياضة بالولايات الذين كانوا يستعدون للسفر الى كنانة للمشاركة في مؤتمرهم المنعقد هناك وذهل الجميع ممن كانوا مع سوار في مكتبه وانا منهم من المفاجأة المذهلة التي فجرها بان هناك استاداً جاهزاً ومن أحدث طراز وأين في كريمة وسيكون هذا الاستاد جاهزاً لاستقبال مباريات اي مجموعة لبطولة الشان. ٭ وصدق الوزير وحقيقة ومنذ وصولي لكريمة عصر الاربعاء الماضي كانت زيارة الاستاد هي شغلي الشاغل وهاتفني الاخ عباس عبد الله عباس أحد الرجال المهمومين بالاستاد والمعنيين به من قبل اهل المنطقة وكان وقتها في طريقه للمدينة لمتابعة مباراة الخميس بين الجبل كريمة وهلال المناقل وكان يسالني عما اذا كنت قد زرت المدينة الرياضية بكريمة ام لا وكنت وقتها بالفعل قد قمت بزيارة المدينة من خلال الفرصة التي اتاحها لنا الاستاذ سليمان عبد المتعال سكرتير اتحاد كريمة السابق بعد ان حملني بعربته الى هناك. ٭ اول استاد من نوعه وللحقيقة لقد كنت في ذهول لما شهدته من تحفة معمارية وتخيلت كما لو انني في كينيا او في دبي لانني وجدت نفسي امام اول استاد من نوعه في السودان ويعد استاداً نموذجياً عالميا فريداً فارضيته خضراء بشكل يخلب الالباب ومدرجاته جاهزة ومضماره جاهز والابدع من كل هذا وذاك ان الاستاد من ملحقاته فندق خمسة نجوم ومكاتب فخمة وبقدر اعتزاز المريخ باستاده والهلال باستاده الا انني في الحقيقة وانا اسجل اعجابي بالاستاد المفخرة في كريمة الذي شيدته احدى الشركات الصينية اقول رغم مشاركتي القمة الكروية مباهاتها باستادي المريخ والهلال الا انني ومن خلال هذه الزيارة أؤكد بان استاد كريمة حاجة ثانية ومختلف ومفرح ونكهته غير وسيكون واحداً من الاستادات العالمية في السودان. ٭ مكسب للسودان ومن خلال المشهد الذي كان ماثلاً امامي فان هذه المدينة الرياضية ستكون مكسباً مهماً للسودان وليس كريمة وحدها واستاد بهذه الامكانات المذهلة التي لا تتوفر في اي استاد في السودان سيكون عوناً للرياضة السودانية وسيكون بمقدور الاندية والمنتخبات ان تقيم معسكراتها النموذجية بفندق الاستاد الذي سيوفر كل شيء مما يوفر على الاندية والمنتخبات عناء وتكاليف المعسكرات الخارجية. اللمسات الاخيرة وكان اول ما لفت انتباهي عند زيارتي للاستاد ان العاملين يسابقون الزمن وهم يقومون باضفاء اللمسات الأخيرة على واجهة الاستاد والغرف الملحقة والفندق ولم يتبق سوى القليل ليقوم رئيس الجمهورية بافتتاح هذه البنية التحتية المذهلة والمدهشة في وقت واحد. ٭ حاجز السرية من خلال متابعتي لامر هذا الاستاد فقد لاحظت ان الجميع هناك يفرضون حاجز السرية على الاستاد المفخرة وظل عصياً على البعض الوصول الى تفاصيل هذا العمل الكبير ولكننا كنا سعداء ان نخترق حاجز السرية بهذه الزيارة وربما لم يحن الوقت بعد لازالة الستار عن هذه المدينة الرياضية المفخرة وسوف يتاح لنا باذن الله الوقوف على الدور المهم الذي لعبه دكتور عوض احمد الجاز في هذا الكسب الوطني للمنطقة وللرياضة السودانية عامة. ٭ المستحيل واقع حقيقة وانا داخل هذا الاستاد كنت لا اصدق ما شاهدته بام عيني ولكن هذا ما حدث واصبح المستحيل ممكناً وماثلاً وان كريمة ستكون على موعد مع التاريخ.