عندما يتحدث المصابون «بالايدز» يعتصرني الألم فهم يعانون من ويلات كثيرة أولها ويلات المرض والخوف الطبيعي من الإصابة به فالجميع يخشون اسمه ناهيك أن يصاب به إنسان خاصة وان كان من الأشخاص «العاديين» مثل الزوجة التي لا تعلم أن زوجها مصاب أو الأبناء الذين يأتون للدنيا وهم مصابون أو الذين تنتقل اليهم العدوى بأي سبب آخر مثل نقل الدم أو أمواس الحلاقة المهم هو احساس مخيف وصاحبه عادة ما يعاني من مشاكل الاضطهاد والإبعاد من المجتمع وهنا يكمن السبب الثاني الخوف من الإصابة لأن المجتمع سادتي قد غرس في مخيلته ان كل المصابين بهذا المرض من اصحاب الأخلاق غير الحميدة والسلوك السيئ ودائماً ما أعيب على القائمين على أمر المرض أن رسالتهم الأولى كانت خاطئة لذلك قد لا تفلح الإدارات الحالية من مسح الصورة القاتمة التي رسمها الأولون عنهم لكن اكثر ما يؤلمني سادتي هو نفور بعض العاملين في القطاع الصحي من اطباء وممرضين بكل تخصصاتهم من التعامل مع مريض الايدز ولا يعالجونه أو يتعاملون معه عندما يصاب بأي مرض ولكم في قصة الطفل الذي طرد من المدرسة ورفض أحد الأطباء إجراء عملية «لوز» له بسبب إصابته بالايدز الذي انتقل اليه من والديه.. ولعل قصة المرأة المصابة بالايدز من زوجها والتي أنجبت طفلتين معافيتين من المرض مثل آخر فحينما علم بها الطبيب أصر أن لا يجري لها العملية الا في الكرنتينة في المرة الأولى وخرج الطفل وهو معافى وفي المرة الثانية أخفت مرضها حتى لا تعامل معاملة قاسية من الأطباء وبالطبع في هذا خطر كبير على الطبيب وعلى المرضى الذين ستجرى لهم العمليات بعد ذلك مما يجعل بؤرة الخوف تتسع.. بسبب إخفاء مريض الايدز مرضه حتى يتلقى العلاج لأنه إن قال إنه مصاب فلن يتعامل معه الطبيب وحقيقي نحن نستغرب مثل هذا السلوك من بعض الأطباء الذين يحجمون عن علاج مرضى الايدز من الأمراض التي قد تصيبهم ويضطرون الى الكذب بالتالي إلى ناقلين للمرض لكن رغم انفهم ونحن لا نقول إن هذا السلوك جيد وصحيح لكننا يمكن أن نقول إن الأطباء قد اخطأوا عندما ظنوا أن امتناعهم عن علاج مرضى الايدز قد يجعلهم في مأمن هم ومرضاهم الآخرين.. إذن هي دعوة للعاملين في القطاع الصحي بأن يفتحوا الباب لعلاج مريض الأيدز حتى لا يضطر للقيام بما لا يحمد عقباه.