السلام عليكم ورحمة الله شاهدت حلقة يوم الخميس قبل الماضي 24 / 6 / 2010م لبرنامج نجوم الغد، ولفت انتباهي صوت شاب تغني بأغنية (هوج الرياح) للفنان الراحل أحمد الجابري. والفنان الجابري فنان مطرب وذو إمكانيات تطريبية، وأحسن من تغني في منطقة القرار.. لقد أجاد ذلك الشاب أداءه للأغنية، واكتملت هذه اللوحة بالعزف الجميل من الفرقة الموسيقية، وبعد انتهاء الوصلة الغنائية تحدث أستاذنا: محمد سليمان واخطأ بقوله: إن هذه الأغنية «هوج الرياح» أعادت الفنان الجابري للغناء بعد وفاة والدته، التي كان يحبها، وهو وحيدها ليس له أخ أو أخت أشقاء، وحتى وفاة والدته لها قصة. كان الجابري في إحدى الحفلات، وعند حضوره للمنزل وجد تجمعاً من الجيران وبكاءً، فأخبروه بوفاة والدته، فحزن الجابري أشد الحزن، وبعد ذلك اعتكف وترك الغناء، فكان يزوره من وقت لآخر صديقه الشاعر المرهف الصادق إلياس ويواسيه، ويقول له هذا حال الدنيا، والموت سنة الأولين والآخرين، ولكنه كان يزداد حزناً يوماً بعد يوم.. وفي إحدى الليالي بعد أن رجع الشاعر الصادق إلياس لمنزله بالجريف، كتب تلك الليلة (حكاية ملام) حكايتي مع الملام طالت فقد محبوب على مكتوب أقش في دمعي ما اتجفف فذهب الصادق إلياس صبحاً فقرأ النص على الجابري.. فبكى بكاءً مراً، لأن الشاعر كتب القصيدة بمشاعر وأحاسيس الجابري.. فأمسك الجابري بالعود بعد طول غياب وبدأ اللحن. وفي أول لقاء بالتلفزيون تغني الجابري بأغنية (حكاية ملام)، وتلاها بأغنية (هوج الريح).. ذلك اللقاء الذي ذكره الأستاذ/ محمد سليمان. الأخ/ محمد سليمان لم يشر لذلك، وكلنا يعلم بأن أغنية (هوج الرياح) رأت النور في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي، وتلك الأغنية كتبها الشاعر مصطفى عبدالرحيم رحمه الله، وكتبها لنفسه لأنه عانى أيضاً.أما أغنية حكاية ملام فهي الأغنية التي خرجت الجابري من أحزانه بعد فراق والدته.. وأبدع شاعرنا المرهف/ الصادق إلياس لأنه صديقه الحميم، وكان حزيناً أيضاً لفراق والدة الجابري ولحزنه كانت تلك الأغنية الحزينة.. الجميلة.. الصادقة. فأرجو من الأخوة بالتلفزيون أو الإذاعة تقصي المعلومات الصحيحة قبل الخوض في أي حديث، لكي لا نهضم حقوق الآخرين.. فهذا تاريخ.. يجب أن يعرفه الجميع. صلاح الدين عبدالعزيز عثمان بشارة شركة رحمة للأدوية