درجت هيئة الصحة العالمية لتحديد يوم معين من السنة لنبصير الناس وبذل الجهد فى مكافحة مرض من الأمراض المنتشرة.ويتزامن يوم السبت 29 أكتوبر مع اليوم العالمى لمرض داء الصدف أو الصدفية. وأهمية هذا المرض تكمن فى أنه مرض مزمن ويتأذى منه البشر فى كل انحاء هذا الكون فقيره وغنيه متقدمه ومتخلفه بل ويعانى منه الناس فى مختلف اعمارهم رجالا ونساءا. وليعلم القارئ الكريم بأن مائة وخمسة وعشرين مليون شخص فى هذا العالم يعانون من الصدفية وبنسبة واحد إلى ثلاثة بالمائة وهذا المرض يصيب الجلد فى المقام الأول ولكن فى ثلاثين بالمائة من المرضى يصيب المفاصل كذلك. والصدفية ليست مرضا معديا وليست حساسية كما يتوهم كثير من المرضى وذويهم وغيرهم، وإنما هي مرض وراثى تؤثر فيه عوامل بيئية ومناعية سنتعرض لها لاحقا. وأعراض المرض تتمثل فى لويحات واضحة المعالم تغطيها قشور فضية اللون ناعمة سهلة الإزالة بحيث تجدها متناثرة على فراش المريض وملابسه وعلى شعره عندما تصيب فروة الرأس. قد تكون مصحوبة بحكة شديدة أو خفيفة وفى أحيان ليس بها حكة. وفى البشر ذوى الألوان الفاتحة يكون لونها احمر. والأماكن الأكثر عرضة فى جسد الإنسان هى الركبتين والكوعين وأسفل الظهر وفروة الرأس والملاين. ولكن ليس هناك مكان فى الجلد معصوم من هذا الداء وكثيرا مايصيب الأظافر. وهو مرض حميد إلا عندما يعم ويسمى إحمرار الجلد فى حالة تتعدى الإصابة تسعين فى المائة من الجلد وهذه حالة خطيرة وتستدعى تنويم المريض بالمستشفى تحت الرعاية المكثفة وتماثلها كذلك مايسمى بالصدفية البثورية العامة وفى هذه يرتشح الجلد بالبؤر الصديدية وللعلم فهذه غير معدية لكنها خطيرة على صحة المريض العامة وقد تؤدى إلى الوفاة مثلها مثل سابقتها إن لم تجد الرعاية التامة. ومن العوامل التى تؤثر سلبا على مسيرة المرض وجود مرض السكر وضغط الدم والسمنة وزيادة الدهون فى الدم والتدخين وشرب الخمر وتعاطى المخدرات. عندما يتعدى المرض الجلد ويصيب المفاصل فإنه يؤدى إلى إعاقة وظيفتها وتشوهها وكذلك الأظافر تصبح قبيحة المنظر. وبالتالى فإن مظهر الجلد غير السليم بل والقبيح مع المفاصل والأظافر الشائهة تجعل الناس ينفرون من هذا المرض ويتفادون الجلوس مع المريض وحتى مصافحته خاصة وإن كانت راحة يده مصابة حيث تكون خشنة متقشرة متشققة وحمراء اللون. وهذا بلا شك يفاقم من معاناة المريض ويؤثر على علاجه. وعليه ينبغى بذل المزيد من الجهد للتوعية بهذا المرض الشائع. ولنعد ماأسلفنا قوله أن هذا المرض ليس معديا ولكنه يشوه صاحبه مع انه حميد إلا فى حالة إهماله حيث تحدث المضاعفات وكثيرا مايتسائل الناس هل من علاج لهذا المرض، نعم له علاج يحتويه ويمنع حدوث المضاعفات ويحافظ على منظر جلد الإنسان مع انه لايشفى منه شفاء تاما ولكن نوعية حياة مصابه تكون سليمة وخالية من الإعاقة الجسدية والنفسية. ترقية وعى المريض وذويه بالمرض مهمة فى معالجته حيث يتجنب التدخين والخمر والمخدرات والسمنة وضبط السكر والضغط إن كانت لديه وكذلك الدهون فى الدم, ثم معالجة اى امراض عدوية مثل إلتهاب الحلق والملاريا وغيرها فى حينها حتى لاتفاقم الصدفية وتفادى الإصابات كبيرها وصغيرها وتفادى المنغصات والمكدرات ماأمكن والحذر فى تعاطى العقاقير الطبية لأن بعضها يؤدى إلى تدهور الحالة ومعرفة هذه الأدوية من طبيبه المعالج. أما الأدوية التى توصف للمريض فمنها ماهو موضعى ومايعطى بالفم أو الحقن وهذه كثيرة جدا ينصح بها الطبيب حسب حالة المريض التى هو عليها. الجدير بالذكر بأن معظم هذه الأدوية متوفرة لدينا فى السودان إلا مجموعة عقارات أضيفت فى تسعينات القرن الماضى تعرف بالعلاجات الحيوية او البايولوجية وهى باهظة الثمن حيث يتراوح علاج المريض بها مابين العشرين والثلاثين ألف دولار فى السنة. وخلاصة القول فى امر هذا المرض المنتشر والذى لاوطن له ولا فئة عمرية ولاجندر ولا أبيض أو أسود هو انه مرض مزمن إلتهابى حميد لاينتقل من إنسان لاّخر عن طريق العدوى على الرغم من مظهره الذى لايسر(فى حالة عدم العلاج) فى الجلد والمفاصل والأظافر خاصة وإذا علمنا ان الجلد هو اكبر عضو فى جسم الإنسان وهو الذى يمنح الإنسان الكثير من مظهره الخارجى ويؤثر على درجة قبول الناس له نوعا ما. واخيرا نأمل ان نكون قد أسهمنا كما يسهم أخوة لنا فى الإنسانية فى جميع انحاء المعمورة فى هذا اليوم بتبصير الناس بهذا المرض. إستشاري الجلدية والتناسلية والذكورة