تأخرت أمس انطلاقة الاجتماع التشاوري الدولي الأول لآلية أديس أبابا حول قضايا السودان المنعقد ببرج الفاتح بالخرطوم لعدة ساعات وذلك لتأخر ممثل المؤتمر الوطني وحظي الاجتماع بحضور دولي لافت تقدمه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام الن لي روي وثامبو أمبيكي رئيس حكماء أفريقيا وممثلون لمجلس الأمن الدولي والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية والإيقاد والإتحاد الأوربي والمؤتمر الإسلامي ومبعوثو الولاياتالمتحدة والصين وقطر والنرويج وعدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية بالخرطوم. وأعلن رمضان العمامرة مفوض السلم والأمن بالإتحاد الإفريقي عن ثلاث استراتيجيات تواجه قضايا السودان تتركز على تحديد الأولويات لمساعدة السودان لعبور المرحلة الحرجة التي يمر بها خاصة فيما يتعلق باستحقاقات السلام والتحول الديمقراطي وقضايا ما بعد الاستفتاء بجانب مساعدته في إنجاح مفاوضات السلام الجارية بالدوحة. ودعا العمامرة على ضرورة أن تكون نهاية العام الجاري هي نهاية للأزمات وتحقيق السلام مشدداً على إنفاذ كافة مقررات لجنة حكماء إفريقيا سيما ما تتعلق بتحقيق العدالة والمصالحة مؤكداً تمسك الإتحاد الإفريقي بمنبر الدوحة للتوصل للسلام في دارفور داعياً الأطراف لوقف إطلاق النار، فيما أعلن الن لي روي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة جاهزية الأممالمتحدة لتقديم كل ما يمكن من مساعدات ودعوة فني استشارات للسودان لإتمام عملية الاستفتاء بنجاح وشدد على أهمية تشكيل مفوضية أبيي بجانب الإسراع في ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب ووصف الن مفاوضات الحكومة وحركة التحرير والعدالة بالاتجاه الصحيح مبيناً أن اتجاه عبد الواحد للتفاوض سيدفع بالعملية السلمية منوهاً على ضرورة أن يشمل الإتفاق كافة الأطراف. وأدان الن الهجمات التي تشن على المواطنين والعاملين في الشأن الإنساني بدارفور وطالب بايقافها فوراً وتقديم من يثبت تورطهم للمحاكمة مؤكداً رغبتهم في مساعدة السودان لتحقيق الأمن والاستقرار. وفي السياق ذاته أكد الدكتور لوكا بيونق وزير رئاسة مجلس الوزراء ممثل الحركة الشعبية ضرورة قيام استفتاء جنوب السودان في موعده المحدد داعياً إلى عدم ربط إجرائه بمسألة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب مشيراً إلى أن هذا الاجتماع يعكس اهتمام المجتمع الدولي بقضايا السودان مؤكداً التزام الحركة الشعبية بإجراء الاستفتاء في بيئة حرة ونزيهة داعياً المجتمع الدولي لدعم قدرات حكومة الجنوب لإنجاح قيام الاستفتاء.وأكد لوكا سعيهم لتعزيز الثقة أثناء قيام الاستفتاء حتى يخرج بصورة سليمة مؤكداً أهمية تجاوز كافة القضايا العالقة بين الحركة والمؤتمر الوطني قبل إجراء الاستفتاء. وقال إن جنوب السودان إذا قرر الانفصال فإن له دوراً سيلعبه في إطار الجوار الأخوى.وفي السياق طالب كمال حسن علي وزير الدولة بالخارجية ممثل المؤتمر الوطني المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغوط على الحركات المسلحة بدارفور للانضمام للمفاوضات الجارية بالدوحة مؤكداً أن الحوار والتفاوض هو السبيل الوحيد لتحقيق التسوية الشاملة لقضية دارفور واصفاً الاجتماع بأنه بادرة حسنة من المجتمع الدولي تجاه قضايا السودان وعبر عن أمله في أن تنعكس مخرجاته إيجاباً على القضايا السودانية مشيراً للجهود المضنية التي تقوم بها الحكومة في إرساء دعائم السلام والاستقرار بالبلاد. ودعا إلى ضرورة وضع سقف زمني لمفاوضات الدوحة باعتبار أن إطالة أمد المفاوضات يزيد من معاناة أهل دارفور. وأضاف نريد من المجتمع الدولي دعم هذا الاتجاه مشدداً على ضرورة التأكيد على أن منبر الدوحة هو المنبر الوحيد والنهائي لقضية دارفور مؤكدا في ذات الوقت التزام الحكومة بقيام الاستفتاء في موعده والاعتراف بنتائجه إذا ما جرى في أجواء نزيهة وشفافة.