لا أستطيع أن أغالط أو أجادل في حقيقة وضع الغناء لدى المجتمع السوداني باعتبار أنه واحد من المؤثرات التي تشكل الكثير من المشاهد في حياة السودانيين.. ولعله من الطريف أن يكون واحداً من الأسئلة التي تحب أن تعرف إجاباتها من أي شخص بتتونس معاه.. أن تسأله إما فريقك شنو؟.. أو فنانك منو؟.. مما يؤكد أن للغناء والرياضة دورين مهمين في تشكيل الوجدان السوداني.. لكن يبقى الفيصل في أنه قدر شنو يحتل هذا الغناء حيزاً من قضايا وهموم الإنسان السوداني؟.. وهو سؤال الإجابة عليه إن نظرنا لها من خلال ما تقدمه الفضائيات والإذاعات من برامج.. يشكل الغناء فيها 95% فهذا معناه أن الشعب السوداني ما عنده هم ولا مشكلة ولا حلم ولا طموح ولا اختراع أو نبوغ إلا الغناء بدليل أن كل البرامج القاسم المشترك الأعظم فيها هو الغناء.. يعني يكون الضيف ممثل لابد أن يقاسمه بالضرورة البرنامج فنان!!.. يكون الضيف لاعب كورة.. يكون معاه فنانة!!.. يكون الضيف طبيباً أو دبلوماسياً أو أياً كان.. يقاسمه البرنامج مطرب!!.. يكون الضيف حانوتي تكون معاه دلوكة!!.. معقولة يا جماعة أن تكون وسيلة المغازلة الوحيدة ومغنطيس الجذب فقط لعيون المشاهد وسمعه هو الغناء؟.. ألا نمتلك المقدرة على تقديم برامج (تهبش) المشاهد وتجبره على المشاهده إلا من خلال الغناء. أنا شخصياً لست ضد الغناء بالمطلق.. لكن ليس للدرجة التي يكون فيها هو الملمح الوحيد لكل البرامج المقدمة.. وليس للدرجة التي يصبح فيها هوساً (تنفذ) منه نشرات الأخبار بأعجوبة باعتبار أنها الوحيدة الخالية من ترلم ترلم ترلم.. وياعين يا ليل!!.. أرجو.. بل أتمنى أن استفز الأخوة المنتجين في تقديم أفكار مدهشة تستفز المشاهد وتحرضه على المتابعة والاهتمام.. وأرجو وأتمنى من الأخوة المذيعين والمذيعات أن يفرضوا إطلالتهم وكاريزميتهم دون الاعتماد على إطلالة وكاريزمة الفنان المستضاف الذي هو دائماً بؤرة الضوء التي تشع على الآخرين!. كلمة عزيزة: إن كان عدم وجود لجان لإجازة الأصوات في القنوات والإذاعات.. يمكن أن (يبتلينا) بأمثال مونيكا وصويحباتها.. فإنني أطالب وبشدة بوجود هذه اللجان..لأننا بصراحة قلنا الرووب!. كلمة أعز: رغم الحرية والتحرر في الغرب.. إلا أنها جريمة كبرى أن يقبض على نجم وهو تحت تأثير المخدرات.. أما عندنا فبعضهم يجي (طاشم) لحدي الاستديو.. وغداً أواسي الزميل أمير عبد الماجد الموجوع بتفلتات بعض الفنانين.